العُجب: حقيقته  ومظاهره  وأسبابه  وعلاجه

العُجب: حقيقته  و مظاهره  و أسبابه  و علاجه

إن العُجب من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم.

هذه الآفة من أخطر الآفات على النفس لأنها تريك ما ليس بالحسن حسناً وتقعدك وتثبطك عن العمل وعن محاسبة النفس، فما هو العجب وما هي أسبابه وما هي نتائجه؛ ثم كيف الخلاص من هذا الداء الخطير؟

تعريف  العجب وحقيقته

قال في تاج العروس: العجب بالضم: الزهو والكبر. ورجل معجب: مزهو بما يكون منه حسنا أو قبيحا. (1)

قال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-  إعجاب الرجل بنفسه هو: ملاحظته لها بعين الكمال والاستحسان مع نسيان منّة الله تعالى؛ فإن رفعها على الغير واحتقره فهو الكبر المذموم. (2)

وعرفه بعضهم بأنه: الإحساس بالتميّز، والافتخار بالنفس، والفرح بأحوالها، وبما يصدر عنها من أقوال وأفعال، محمودة أو مذمومة.

قال بشر بن الحارث  -رحمه الله- : العجب أن تستكثر، عملك وتستقل عمل الناس أو عمل غيرك. (3)

وسُئل عبد الله بن المبارك  -رحمه الله-  عن مفهوم العُجْب؟ فقال: أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك!. (4)    فهذا هو جوهر العُجب: أن ترى أن عندك شيئًا ذاتيًا تتملكه، وليس عند غيرك.

أن ترى أن عندك مالًا. . أولادًا. . ذكاءً. . موهبة. . كساءً ليس عند غيرك. (5)

ومن معاني العُجب كذلك: رؤية العبد لنفسه بعين الرضا والفرح فيما علمت أو عملت وحمدها على ذلك، ولو في جزئية صغيرة، ونسيان أن الله عز وجل هو صاحب كل فضل نحن فيه.

قال المحاسبي: العُجب هو حمد النفس على ما عملت أو علمت، ونسيان أن النعم من الله عز وجل. (6)   ويؤكد على هذا المعنى أبو حامد الغزالي فيقول: العُجب هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها للمنعم. (7)

قال ابن القيم  -رحمه الله- : وَلْيَحْذَرْ العبد كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ طُغْيَانِ " أَنَا "، " وَلِي "، " وَعِنْدِي "، فَإِنَّ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ الثَّلَاثَةَ ابْتُلِيَ بِهَا إِبْلِيسُ وفرعون، وقارون، (فَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) لِإِبْلِيسَ، وَ {لِي مُلْكُ مِصْرَ} لفرعون، وَ {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} لقارون. وَأَحْسَنُ مَا وُضِعَتْ " أَنَا " فِي قَوْلِ الْعَبْدِ: أَنَا الْعَبْدُ الْمُذْنِبُ، الْمُخْطِئُ، الْمُسْتَغْفِرُ، الْمُعْتَرِفُ وَنَحْوِهِ. " وَلِي "، فِي قَوْلِهِ: لِيَ الذَّنْبُ، وَلِيَ الْجُرْمُ، وَلِيَ الْمَسْكَنَةُ، وَلِيَ الْفَقْرُ وَالذُّلُّ: " وَعِنْدِي " فِي قَوْلِهِ: " اغْفِرْ لِي جِدِّي، وَهَزْلِي، وَخَطَئِي، وَعَمْدِي، وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدِي ". (8)

الفرق بين العجب والكبر

فسر العجب بالكبر كثير من العلماء. والتحقيق أن بينهما فرقا دقيقا ذكره المحققون، منهم الإمام الحافظ ابن الجوزي في تبصرته فقال: أعلم أن الكبر خلق باطن يصدر عنه أعمال، وذلك الخلق هو رؤية النفس فوق المتكبر عليه، ويفارقه العجب من جهة أن الكبر لا يتصور إلا أن يكون هناك من يتكبر عليه، والعجب يتصور، ولو لم يكن أحد غير المعجب. (9)

خطورة العجب

فقد أمر الله عز وجل نبيه بالإنذار والدعوة، وتعظيم ربه عز وجل وفعل الخير، واجتناب الشر، وهجر الأوثان، ثم قال له بعد ذلك: { وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } [المدثر: 6]

قال الحسن البصري: لا تمنن بعملك على ربك تستكثره. (10)    فإنه مهما كُثرَ العمل ففضل الله أعظم، وحقه أكبر. وقد نهى الله عن تزكية النفس، بمعنى اعتقاد خيريتها، والتمدّح بها فقال: { فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ } [النجم: 32]

كما نهى عن المن بالصدقة فقال: { لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى } [البقرة: 264]

 والمن يحصل نتيجة استعظام الصدقة، واستعظام العمل هو العُجب. والإعجاب بالنفس شر، وأي شر، قال ابن المبارك: لاَ أَعْلَمُ فِي المُصَلِّيْنَ شَيْئاً شَرّاً مِنَ العُجْبِ. (11)

ولعل المرء يدافع الرياء ويشعر به، لكن ربما لا يشعر بما في داخله من العجب المحبط للعمل

قال حاتم الأصم  -رحمه الله- : لا أدري أيهما أشد على الناس اتقاء العجب أو الرياء! العجب داخل فيك والرياء يدخل عليك، العجب أشد عليك من الرياء ومثَلُهما أن يكون معك في البيت كلب عقور وكلب آخر خارج البيت فأيهما أشد عليك الذي معك أو الخارج؟ فالداخل العجب والخارج الرياء. (12)       

من أجل ذلك كان العجب داء مهلكاً حقا كما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه-  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: هَوًى مُتَّبَعٌ وَشُحٌّ مُطَاعٌ وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ وَهِيَ أَشَدُّهُنَّ ). (13)

قال ابن مسعود  -رضي الله عنه- : الهلاك في شيئين: العجب والقنوط. قال ابن قدامة المقدسي معلقا: وإنما جمع بينهما لأن السعادة لا تنال إلا بالطلب والتشمير، والقانط لا يطلب، والمعجب يظن أنه قد ظفر بمراده فلا يسعى. (14)

وقال السري السقطي  -رحمه الله- : ما رأيت شيئاً أحبطَ للأعمال، ولا أفسدَ للقلوب، ولا أسرعَ في هلاك العبد، ولا أدومَ للأحزان، ولا أقربَ للمقت، ولا ألزمَ لمحبة الرياء والعجب والرياسة، من قلة معرفة العبدِ لنفسه، ونظرِهِ في عيوب الناس! لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتدَّ له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمِّله. (15)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ   -رضي الله عنه- ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: ( إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، فَخَسَفَ اللهُ بِهِ الْأَرْضَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ). (16)  والحديث عند أحمد بلفظ: ( بَيْنَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، فَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ الأَرْضَ فَبَلَعَتْهُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).(17)

مظاهر العجب

الله عز وجل أعلم بالإنسان من نفسه، والإنسان أعلم الناس بنفسه فهو أقدرهم على اكتشاف مظاهر العجب في نفسه، كما أن بعضها لا يخفى على الناس، فهناك بعض العلامات والأمارات التي تظهر في سلوك المعجب بنفسه منها:

1- كثرة الحديث عن نفسه وتزكيتها والرفع من شأنها.

فمن علامات العجب، الإكثار من الثناء على النفس ومدحها، لحاجة ولغير حاجة، تصريحاً أو تلميحاً، وقد يكون على هيئة ذم للنفس أو للآخرين، يراد به مدح النفس.

قيل للحسن البصري: من شر الناس، فقال: من يرى أنه أفضلهم. (18)

2- عدم سماع النصيحة، والاستعصاء على التوجيه والإرشاد.

3- الفرح بسماع عيوب الآخرين خاصة الأقران

4- رد الحق والترفع عن الاستجابة لداعيه.

5-  احتقار الناس، وتصعير الخد لهم.

6- الاستنكاف عن استشارة العقلاء والفضلاء.

7- الاختيال والتبختر في المشي.

8 - استعظام الطاعة واستكثارها، والمن على الله بها

9- المباهاة بالعلم والتفاخر به وجعله وسيلة للمماراة والجدل.

10-  التباهي بالأحساب والأنساب، واحتقار الناس من أجل ذلك.

11-  التفاخر بحسن الخلقة وجمال المنظر.

12- تعمد التقليل من شأن أهل الفضل من العلماء والمشايخ والأتقياء.

13-  التكبر عن الاستماع لأهل العلم.

14- الإصرار على الأخطاء، وتعمد مخالفة الناس.

15- التصدر في المجالس وإن لم يكن أهلاً لذلك، لظنه أنه الأجدر  بالصدارة.

16- الفتور عن الأعمال الصالحة والاتكال على ما قد عمل ظناً منه أنه قد وصل إلى مرحلة الكمال.

17- نسيان الذنوب واستقلالها.

18- توقع الجزاء الحسن والمغفرة وإجابة الدعاء دائماً.

19- احتقار العصاة والفساق.

20- كثرة أحلام اليقظة بالاشتهار بين الناس.

أسباب العجب

مما لاشك فيه أن هناك أسبابًا عديدة من شأنها أن تهيئ المناخ المناسب لتسلل داء العُجب إلى النفوس، من أهمها:

السبب الأول: الجهل

قال الغزالي  -رحمه الله- : وعلة العجب الجهل المحض. (19) والجهل الذي هو سبب للعجب مركب من شقين: أولهما: جهل المعجب بحق ربه وقدره، وقلة علمه بأسمائه وصفاته، وضعف تعبده له تعالى بها.

ثانيهما: الغفلة عن حقيقة النفس، والجهل بطبيعتها وعيوبها، وإهمال محاسبتها.

ويدخل تحتهما: تجاهل النعم، ونسيان الذنوب، واستكثار الطاعات.

قال ابن القيم  -رحمه الله- : رضاء العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه، وجهله بحقوق العبودية، وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به.

وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله، وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به، يتولد منهما رضاه بطاعته، وإحسان ظنه بها، ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة. (20)

السبب الثاني: إطراء الناس للشخص وكثرة ثنائهم عليه مما يعين عليه الشيطان.

قال الماوردي  -رحمه الله- : من أقوى أسباب العجب كثرة مديح المتقربين وإطراء المتملقين الذين جعلوا النفاق عادة ومكسبا، والتملق خديعة وملعبا، فإذا وجدوه مقبولا في العقول الضعيفة أغروا أربابها باعتقاد كذبهم، وجعلوا ذلك ذريعة إلى الاستهزاء بهم. (21)

عن أَبِي بَكْرَةَ  -رضي الله عنه-  قَالَ: أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: ( وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ ) مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ: ( مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لاَ مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلاَنًا، وَاللَّهُ حَسِيبُهُ، وَلاَ أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا، إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ ). (22)

قال ابن بطال: حاصل النهي أن من أفرط في مدح آخر بما ليس فيه لم يأمن على الممدوح العجب لظنه أنه بتلك المنزلة فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالا على ما وصف به. (23)

عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ  -رضي الله عنه- ، فَعَمِدَ الْمِقْدَادُ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ الْحَصْبَاءَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمِ التُّرَابَ ). (24)

السبب الثالث: إهمال تزكية النفس

قال الغزالي  -رحمه الله- : إن لم يشتغل العبد بتهذيب نفسه وتزكية قلبه بأنواع المجاهدات ولم يرض نفسه في عبادة ربه فبقي خبيث الجوهر فإذا خاض في العلم - أي علم كان - صادف العلم من قلبه منزلا خبيثا فلم يطب ثمره ولم يظهر في الخير أثره. . . فكذلك العلم تحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا. (25)

السبب الرابع: قلة مخالطة الأكفاء ومقارنة نفسه بمن دونه

فيظن نفسه أحسن حالا من غيره، فيحماه ذلك على العجب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه-  أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ). (26)

السبب الخامس: تربية الأبوين (النشأة الأولى).

فقد ينشأ الإنسان في بيئة غلب عليها طبع العجب والكبر فيأخذ هذا الطبع منها، ويتأثر بمحيطه ومن حوله. يقول السيد محمد نوح: قد ينشأ بين أبوين يلمس منهما أو من أحدهما: حب المحمدة ودوام تزكية النفس إن بالحق وإن بالباطل والاستعصاء على النصح والإرشاد ونحو ذلك من مظاهر الإعجاب بالنفس فيحاكيهما وبمرور الزمن يتأثر بهما ويصبح الإعجاب بالنفس جزء من شخصيته إلا من رحم الله، وكما قال الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منَّا. . . على ما كان عوده أبوه(27)

السبب السادس: وجود نقاط ضعف في شخصية الفرد.

قال المأمون: ما تكبّر أحد إلّا لنقص وجده في نفسه ولا تطاول إلّا لوهن أحسنّ من نفسه. (28)

قال ابن المعتز: لما عرف أهل النقص حالهم عند ذوي الكمال استعانوا بالكبر ليعظم صغيرا، ويرفع حقيرا، وليس بفاعل.(29)

آثار العجب وثماره المـُــرّة

 للعجب آثاره الوخيمة وثماره المرة على العبد في دينه ودنياه فمن آثاره:

1- أنه طريق إلى الغرور والكبر، وآثار الكبر المهلكة لا تخفى.

قال ابن قدامة: اعلم أن العجب يدعو إلى الكبر، لأنه أحد أسبابه، فيتولد من العجب الكبر، ومن الكبر الآفات الكثيرة.(30)

فإذا اجتمع في المرء الكبر والإعجاب: فإنهما يسلبان الفضائل، ويكسبان الرذائل. وليس لمن استوليا عليه إصغاء لنصح، ولا قبول لتأديب؛ فالمتكبر يجل نفسه عن رتبة المتعلمين، والمعجب يستكثر فضله عن استزادة المتأدبين. (31)

2- الحرمان من التوفيق والهداية

 لأن الهداية إنما ينالها من أصلح قلبه وجاهد نفسه، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]

ومن صور هذا الحرمان: نسيان الذنوب واستصغارها، والعمى عن التقصير في الطاعات، والاستبداد بالرأي، والتعصب للباطل، وجحود الحق، وهذه الآثار في الجملة منها ما يقع سبباً للعجب، ثم يزداد ويستمر، ليبقى أثراً ثابتاً له.

3- بطلان العمل والحجاب عن الرب

سئل رياح القيسي: يا أبا مهاجر ما الذي أفسد على العمال أعمالهم؟ فقال: حمد النفس، ونسيان النعم. (32) قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى } [البقرة: 264]

قال السعدي  -رحمه الله- : ينهى عباده تعالى لطفا بهم ورحمة عن إبطال صدقاتهم بالمنّ والأذى ففيه أن المنّ والأذى يبطل الصدقة. (33)

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ  -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْمَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ ). (34)

4- العجز والكسل عن العمل؛ لأن المعجب يظن أنه بلغ المنتهى.

قال الغزالي: ومن أعظم آفات العجب أن يفتر العبد في السعي لظنه أنه قد فاز وأنه قد استغنى وهذا هو الهلاك الصريح الذي لا شبهة فيه. (35)

قال السفاريني: من أعجب بعمله منعه عجبه من الازدياد في الطاعة. ولهذا قيل: عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله، وما أضرّ العجب بالمحاسن. (36)

قال ابن قدامة: فإن العجب بالطاعات نتيجة استعظامها فكأنه يمنّ على الله تعالى بفعلها، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها، ويعمى عن آفاتها المفسدة لها، وإنما يتفقد آفات الأعمال من خاف ردها، دون من رضيها وأعجب بها. (37)

5- الانهيار في أوقات المحن والشدائد

 لأن المعجب يهمل نفسه من التزكية، فتخونه حينما يكون أحوج إليها، ويفقد عون الله ومعيته؛ لأنه ما عرف الله حال الرخاء، وتأمل ما أصاب الصحابة رضوان الله عليهم مع إيمانهم وصلاحهم، حين أعجب نفر منهم بكثرة العدد: { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ } [التوبة: 25]  واليهود عليهم لعائن الله: { ظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ

يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ } [الحشر: 2].

6- نفور الناس وكراهيتهم لأن الله يبغض المعجب ومَن يبغضه الله يضع له البغضاء في الأرض.

فالناس لا تحب من يُشعرها بنقصها، ويحدثها من علٍ. والناس لا تحب من يُكثر الافتخار بنفسه والمباهاة بإنجازاته. . لذلك قد ترى المُعجب بنفسه كثير المعارف لكنه قليل الأصحاب والأصدقاء.

قال الماوردي  -رحمه الله- : أما الإعجاب فيخفي المحاسن، ويظهر المساوئ، ويكسب المذام، ويصد عن الفضائل. . وليس إلى ما يكسبه الكبر من المقت حد، ولا إلى ما ينتهي إليه العجب من الجهل غاية، حتى إنه ليطفئ من المحاسن ما انتشر، ويسلب من الفضائل ما اشتهر، وناهيك بسيئة تحبط كل حسنة، وبمذمة تهدم كل فضيلة، مع ما يثيره من حنق، ويكسبه من حقد. (38)

7- العقوبة العاجلة أو الآجلة، كما خسف الله بالمتبختر المعجب الأرض.

علاج العجب:

من أراد أن يكسر العجب فعليه بعدة أشياء:

أولها أن يرى التوفيق من الله تعالى وأن ينسب الفضل لصاحب الفضل

فإذا رأى التوفيق من الله تعالى، فإنه يشتغل بالشكر، ولا يعجب بنفسه.

 عن مسروق قال: بحسب الرجل من العلم أن يخشى الله عز وجل وبحسب الرجل من الجهل أن يعجب بعلمه. (39)

قال ابن القيم: فَالَّذِي يُخَلِّصُ العبد مِنْ رُؤْيَةِ عَمَلِهِ مُشَاهَدَتُهُ لِمِنَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَفَضْلِهِ وَتَوْفِيقِهِ لَهُ، وَأَنَّهُ بِاللَّهِ لَا بِنَفْسِهِ، وَأَنَّهُ إِنَّمَا أَوْجَبَ عَمَلَهُ مَشِيئَةُ اللَّهِ لَا مَشِيئَتُهُ هُوَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29].

فَالْخَيْرُ الَّذِي يَصْدُرُ مِنْهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ اللَّهِ وَبِهِ. لَا مِنَ الْعَبْدِ، وَلَا بِهِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور: 21]، وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} [الأعراف: 43] وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِرَسُولِهِ

-صلى الله عليه وسلم- : {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74]. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7] الْآيَةَ.

فَكُلُّ خَيْرٍ فِي الْعَبْدِ فَهُوَ مُجَرَّدُ فَضْلِ اللَّهِ وَمِنَّتِهِ، وَإِحْسَانِهِ وَنِعْمَتِهِ. وَهُوَ الْمَحْمُودُ عَلَيْهِ. (40)

تأمل هذا الكلام فإن نفعه عظيم لإسقاط الإعجاب بالعمل ورؤيته بتوفيق الله. ورؤية العمل واستكثاره ذنب كما أن استقلال المعصية ذنب.

والثاني: أن ينظر إلى النعماء التي أنعم الله بها عليه، فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها، واستقل عمله، ولا يعجب به.

والثالث: أن يخاف أن لا يتقبل منه، فإذا اشتغل بخوف القبول، لا يعجب بنفسه.

فقبل أن تعجب بعملك تفكر هل قُبل منك هذا العمل أم لا؟

قال المروذي قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: ما أكثر الداعين لك فتغرغرت عينه، وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجا. (41)

قال ابن القيم  -رحمه الله- : وَالْعَارِفُ مَنْ صَغُرَتْ حَسَنَاتُهُ فِي عَيْنِهِ، وَعَظُمَتْ ذُنُوبُهُ عِنْدَهُ، وَكُلَّمَا صَغُرَتِ الْحَسَنَاتُ فِي عَيْنِكَ كَبُرَتْ عِنْدَ اللَّهِ، وَكُلَّمَا كَبُرَتْ وَعَظُمَتْ فِي قَلْبِكَ قَلَّتْ وَصَغُرَتْ عِنْدَ اللَّهِ، وَسَيِّئَاتُكَ بِالْعَكْسِ، وَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَحَقَّهُ وَمَا يَنْبَغِي لِعَظَمَتِهِ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ تَلَاشَتْ حَسَنَاتُهُ عِنْدَهُ، وَصَغُرَتْ جِدًّا فِي عَيْنِهِ. (42)

والرابع: أن ينظر في ذنوبه التي أذنب، وكيف يعجب المرء بعلمه، ولا يدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة، وإنما يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب. (43)

قال ابن القيم  -رحمه الله- : علامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه، وعلامة الشقاوة أن يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره والله المستعان. (44)

الخامس: معرفة حقيقة الدنيا والآخرة

 فالدنيا مزرعة هدف العبد فيها مرضاة الله تعالى وهو عز وجل لا يرضيه العجب، وكذا تذكّر الموت وما يكون بعده من الأهوال التي لا ينفع فيها إلا صالح العمل، والعجب يجعله هباء منثوراً.

قال الشافعي  -رحمه الله- : إذا خفت على عملك العجب، فاذكر رضا من تطلب، وفي أي نعيم ترغب، ومن أي عقاب ترهب. فمن فكّر في ذلك صغر عنده عمله. (45)

السادس: التحقق بالافتقار وإظهار الذل والافتقار للملك الجبار

فلا شيء أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل، وأنه لا شيء، وأنه ممن لم يصح له بعد الإسلام حتى يدعي الشرف فيه.

ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرا: ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:

أنا المكدي وابن المكدي. . . وهكذا كان أبي وجدي

وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا. (46)

السابع: معرفة حقيقة النفس وعيوبها

أما عن حقيقتها فقد قال الماوردي  -رحمه الله- : لو تصور المعجب المتكبر ما فطر عليه من جبلة، وبلي به من مهنة، لخفض جناح نفسه واستبدل لينا من عتوه، وسكوتا من نفوره. قال الأحنف بن قيس: عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر؟!

 وقد وصف بعض الشعراء الإنسان فقال:

يا مظهر الكبر إعجابا بصورته. . . انظر خَلاك فإن النتن تثريب

لو فكّر الناس فيما في بطونهم. . . ما استشعر الكبر شبانٌ ولا شيب

هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة. . . وهو بخمس من الأقذار مضروب

أنفٌ يسيل وأذنٌ ريحها سَهَكٌ. . . والعينُ مُرفضَّةٌ والثغر مَلْعوبُ

يا ابنَ التراب ومأكولَ التراب غدا. . . أقصرْ فإنك مأكولٌ ومشروب(47)

وأما عن عيوبها فقد قال ابن حزم  -رحمه الله- : من امتحن بالعجب فليفكر في عيوبه. فإن أعجب بفضائله فليفتش ما فيه من الأخلاق الدنية، فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن أنه لا عيب فيه، فليعلم أنه مصيبة للأبد وأنه أتم الناس نقصاً وأعظمهم عيوباً وأضعفهم تمييزاً. . . فليتدارك نفسه بالبحث عن عيوبه والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها وعن عيوب غيره التي لا تضره لا في الدنيا ولا في الآخرة. . . فارجع إلى نفسك، فإذا ميزت عيوبها فقد داويت عجبك، ولا تميل بين نفسك وبين من هو أكثر منها عيوباً فتستسهل الرذائل وتكون مقلداً لأهل الشر. (48)

وعن عمر بن الخطاب  -رضي الله عنه-  قال: إن من صلاح توبتك أن تعرف ذنبك، وإن من صلاح عملك أن ترفض عجبك، وإن من صلاح شكرك أن تعرف تقصيرك. (49)

الثامن: إدراك عواقب العجب، وأنه طريق إلى الكبر المهلك.

ويكفي في ذلك حديث عَبْدِ اللهِ بن مسعود  -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ). (50)

التاسع: تعريض النفس بين الحين والحين لبعض المواقف التي تكبح جماح كبريائها، وتعرفها بمكانتها اللائقة  كخدمة من هو أصغر منه، أو حمل متاعه بنفسه.

كان عمر بن الخطاب  -رضي الله عنه-  جالسا ذات يوم، فمرت به جارية تحمل قربة، فقام، فأخذ منها القربة وحملها على عنقه حتى وداها ثم رجع، فقال له أصحابه: يرحمك الله يا أمير المؤمنين! ما حملك على هذا؟ قال: إن نفسي أعجبتني؛ فأردت أن أذلها. (51)

ويقول رجاء بن حيوة: سهرت مع عمر بن عبد العزيز ليلة فجف القنديل من الدهن فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أمرت الغلام فصب في القنديل من الدهن، قال له: قد دأب يومه وإنما أخذ في نومه الساعة قلت: أفلا أقوم أنا فأصب في القنديل من الدهن؟ قال: لا. فقام هو فصب في القنديل من الدهن ثم رجع ثم قال: قمتُ وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز، يا رجاء: إنه ليس من مروءة الرجل استخدام ضيفه. (52)

العاشر: النظر في سير السلف الصالح والتأسي بهم

عن نافع أن رجلا، قال لابن عمر: يا خير الناس وابن خير الناس، فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله تعالى وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه. (53)

قيل لعمر بن عبد العزيز  -رحمه الله- : إن مت ندفنك في حجرة رسول الله، فقال: لأن ألقى الله بكل ذنب غير الشرك أحب إلىّ من أن أرى نفسي أهلاً لذلك. (54)

وقال إبراهيم التيمي  -رحمه الله- : ما عرضت عملي على قولي إلا خشيت أن أكون مكذباً. (55)

وقال هشام الدستوائي  -رحمه الله- : والله ما أستطيع أن أقول أنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل.

قلت "أي الذهبي ": والله ولا أنا، فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق. (56)

مر المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته فقال له مالك: أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين؟ فقال له المهلب: أما تعرفني؟ فقال له: أعرفك أحسن المعرفة. قال: وما تعرف عني قال: أما أوَّلك فنطفة مذرة وأما آخرك فجيفة قذرة وأنت بينهما تحمل العذرة! قال: فقال المهلب: الآن عرفتني حق المعرفة. (57)

فأخذ ابن عوف هذا الكلام فنظمه شعرا فقال:

عجبت من معجب بصورته. . . وكان بالأمس نطفة مذره

وفي غد بعد حسن صورته. . . يصير في اللحد جيفة قذره

وهو على تيهه ونخوته. . . ما بين ثوبيه يحمل العذره(58)

---

(1) تاج العروس لمرتضي الزبيدي (3/ 318)

(2) طرح التثريب في شرح التقريب لزين الدين العراقي (8/ 168)

(3) حلية الأولياء (8/348)

(4) شعب الإيمان (7/50)، تذكرة الحفاظ (1/278)

(5) حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا لمجدي الهلالي (ص: 18)

(6) الرعاية لحقوق الله للمحاسبي ص 420

(7) إحياء علوم الدين (3/ 371)

(8) زاد المعاد في هدي خير العباد (2/ 434)

(9) غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للسفاريني (2/ 222)

(10) أدب الدنيا والدين (ص: 200)

(11) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (8/ 407)

(12) حلية الأولياء (8/76)

(13) رواه البزار (7293) والخرائطي في اعتلال القلوب (1/ 49) وأبو نعيم في الحلية (2/ 343) من حديث أنس  -رضي الله عنه- ، ورواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (3/ 56) والبيهقي في شعب الإيمان (9/ 397) من حديث أبي هريرة  -رضي الله عنه- ، والطبراني في الأوسط (5754) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- وحسنه الألباني بشواهده في السلسلة الصحيحة (4/ 413)

(14) مختصر منهاج القاصدين (ص: 234)

(15) الطبقات الكبرى (ص73 )

(16) رواه مسلم (2088). ( يتجلجل) أي يغوص في الأرض حين يخسف به والجلجلة حركة مع صوت.

(17) مسند أحمد (2/ 497)

(18) الذريعة الى مكارم الشريعة (ص: 217)

(19) إحياء علوم الدين (3/ 371)

(20) مدارج السالكين (1/ 192)

(21) أدب الدنيا والدين (ص: 239)

(22) رواه البخاري (2662) ومسلم (3000)

(23) فتح الباري لابن حجر (10/ 477)

(24) رواه مسلم (3002)

(25) إحياء علوم الدين (3/ 348)

(26) رواه مسلم (2623)

(27) موسوعة الأخلاق الإسلامية - الدرر السنية (2/ 347 )

(28) محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني (1/ 321)

(29) أدب الدنيا والدين (ص: 237)

(30) مختصر منهاج القاصدين (ص: 234)

(31) أدب الدنيا والدين (ص: 236)

(32) الرعاية لحقوق الله للمحاسبي ص 429.

(33) تفسير السعدي (ص: 113)

(34) رواه مسلم (106)

(35) إحياء علوم الدين (3/ 370)

(36) غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (2/ 567)

(37) مختصر منهاج القاصدين (ص: 234)

(38) أدب الدنيا والدين (ص: 237)

(39) الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 282)

(40) مدارج السالكين (1/ 276)

(41) الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 454)

(42) مدارج السالكين (1/ 276)

(43) تنبيه الغافلين للسمرقندي (ص: 487)

(44) مفتاح دار السعادة (1/297)

(45) إحياء علوم الدين (1/ 26)

(46) مدارج السالكين (1/ 520)

(47) أدب الدنيا والدين (ص: 238)

(48) الأخلاق والسير في مداواة النفوس (ص: 66)

(49) تنبيه الغافلين للسمرقندي (ص: 485)

(50) رواه مسلم (91)

(51) المجالسة وجواهر العلم (6/91)

(52) الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 238)

(53) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 307)

(54) صيد الخاطر (ص 250)

(55) الزهد لأحمد (ص 293)، حلية الأولياء (4/211)

(56) سير أعلام النبلاء (7/152)

(57) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 384)

(58) أدب الدنيا والدين (ص: 237)