فما ظنكم برب العالمين

فما ظنكم برب العالمين

تعريف حسن الظن بالله

أهمية حسن الظن

خطورة سوء الظن

صور و مظاهر سوء الظن بالله

إنَّ أعظم ما ينفعُ العبدَ في دينه ودنياه أن يعلم أصولَ الخير وجوامعه ويُوفقَ للقيام بها وتطبيقها، ومن هذه الأصول النافعة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، حسنُ الظن بالله، فمَنْ أَحسَنَ الظنَّ بالله أعانَه وأعطاه مُرادَه وبلَّغَه مُنَاهُ، ومَن أساءَ الظن بالله لن يعطيه تعالى إلا ما ظنه بمولاه، فحسن الظن فرقانٌ بين البرِّ والفاجر والمؤمن والكافر، فأحسنُ الناس ظنًا بربه أطوعُهم له، وأسوأ الناس ظنا بالله أبعدُهم عن طاعته.

كما قال الحسن البصري: إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل.

وإذا أحبَّ العبدُ أن يَعلمَ مَنزلَته عندَ اللَّهِ عز وجلَّ فلْينظُر كيفَ منزلةُ اللَّهِ تعالَى عنده، فإنَّ اللَّهَ عز وجل يُنزِلُ العبدَ منهُ حيثُ أنْزلَهُ مِنْ نفسهِ. (1)

تعريف حسن الظن

حسن الظن هو: اعتقاد ما يليقُ بالله تعالى وما تقتضيه أسماؤه الحسنى وصفاته العليا من جلال وكمال، مما يُؤثِّر في حياة المؤمن على الوجه الذي يُرضي الله تعالى. (2)

قال القرطبي في معنى حسن الظن: أن يظنَّ العبدُ الإجابةَ عند الدعاء والقبول عند التوبة والمغفرة عند الاستغفار والمجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكا بصادق وعد الله. (3)

وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: حسن الظن بالله أن لا ترجو إلاّ الله، ولا تخاف إلاّ ذنبك. (4)

وقال إبراهيم بن شيبان: حسن الظن بالله هو اليأس عن كل شيء سوى الله عز وجل. (5)

-  الفرق بين حسن الظن بالله والغرور

بعض الناس قد أساء في هذا الأمر وغلا فيه حتى سقط في الغرور جاهلاً بكيفية إحسان الظن بالله تعالى، قال الحسن البصري: إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: لأني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل. (6)

قال ابن القيم: وكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاق الله، وأن الله يسمع كلامه ويرى مكانه، ويعلم سره وعلانيته، ولا يخفى عيه خافية من أمره، وأنه موقوف بين يديه ومسئول عن كل عمل وهو مقيم على مساخطه مضيع لأوامره معطل لحقوقه، وهو مع هذا يحسن الظن به وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني. (7)

قال السفاريني: ظن كثير من الجهال أن حسن الظن بالله والاعتماد على سعة عفوه ورحمته مع تعطيل الأوامر والنواهي كاف، وهذا خطأ قبيح وجهل فضيح، فإن رجاءك لمرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق(8)، ومصداق هذا قوله تعالى: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف: 169]

فمن زعم أنه حسن ظنه بالله مع انهماكه في اللذات وانكبابه على المعاصي والشبهات وإعراضه عن الأوامر والطاعات فهو من الحمق على جانب عظيم، وإنما الذي عليه أماني وغرور. (9)

وبالجملة فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة، وأما مع انعقاد أسباب الهلاك؛ فلا يتأتى إحسان الظن.

أهمية حسن الظن بالله

1- أمر الله بحسن الظن به

قال الله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]: أي أحسنوا بالله تعالى الظنّ. قاله عكرمة، وسفيان الثوري. (10)

2 - أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بحسن الظن بالله

عَنْ جَابِر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ، يَقُولُ: (لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ). (11)

قال النووي: هذا تحذير من القنوط وحثٌّ على الرجاء عند الخاتمة، ومعنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه. (12)

قال الخطابي: المقصود  حسن الظن بالله من ناحية الرجاء وتأميل العفو والله جواد كريم. (13)

قال الطيبي: أي: أحسنوا أعمالكم الآن حتى يحسن ظنكم بالله عند الموت ; فإن من ساء عمله قبل الموت يسوء ظنه عند الموت. (14)

- وليس المقصود قصر حسن الظن على حالة الاحتضار فقط وإنما المقصود تغليبها في هذه الحالة، وإلا فمَن لم يحسن الظن بربه حال صحته فلن يوفق إليه عند الاحتضار

قال القرطبي: حسن الظن بالله تعالى، ينبغي أن يكون أغلب على العبد عند الموت منه في حال الصحة، وهو أن الله تعالى يرحمه ويتجاوز عنه ويغفر له. (15)

قال الهروي: أي: لا يموتن أحدكم في حال من الأحوال إلا في هذه الحالة، وهي حسن الظن بالله، بأن يغفر له، فالنهي وإن كان في الظاهر عن الموت، وليس إليه ذلك حتى ينتهي لكن في الحقيقة عن حالة ينقطع عندها الرجاء لسوء العمل كيْلا يصادفه الموت عليها. (16)

قال السندي: أي دوموا على حسن الظن وأثبتوا عليه حتى يجيء الموت وأنتم عليه. (17)

3 - حسن الظن أساس التوحيد  وقاعدة الإيمان

حسن الظن بالله من واجبات التوحيد وهو مبني على العلم برحمة الله وإحسانه وعزته وحكمته وكافة أسمائه وصفاته، قال ابن القيم: أهل السنة هم الذين أحسنوا الظن بربهم إذ وصفوه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ووصفوه بكل كمال وجلال ونزهوه عن كل نقص، والله تعالى عند ظن عبده به. (18)

قال الشيخ السعدي: لا يتم للعبد إيمانٌ ولا توحيد حتى يعتقد جميع ما أخبر الله به من أسمائه وصفاته وكماله، وتصديقه بكل ما أخبر إليه به من أسمائه وصفاته وكماله، وتصديقه بكل ما أخبر به، وأنه يفعله، وما وعد به من نصر الدين، وإحقاق الحق، وإبطال الباطل، فاعتقاد هذا من الإيمان، وطمأنينة القلب بذلك من الإيمان. (19)

4 - حسن الظن عمود الدين

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: عمود الدين وغاية مجده وذروة سنامة: حسن الظن بالله.

فمن مات منكم وهو يحسن الظن بالله: دخل الجنة مدلاً. أي منبسطاً لا خوف عليه. (20)

5- حسن الظن يرتبط ارتباطا وثيقا باعتقاد  المسلم وسلوكه

فحسن الظن يرتبط بالتوكل على الله والثقة به؛ حيث إنك لا تتوكل إلا على من تحسن الظن به، وكذا الاستعانة بالله والاعتصام به واللجوء إليه سبحانه كلها تستلزم أن يحسن العبد الظن بربه عز وجل، وكذلك فإن حَسُنَ الظن بالله يجب أن يقترن بالخوف منه سبحانه حتى لا يفضي إلى الغرور وترك العمل، قال أبو سليمان الداراني: من حَسُنَ ظنُّه بالله وهو لا يخاف الله فهو مخدوع. (21) وبهذا يتبين أن حسن الظن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعدة نواحي اعتقادية سلوكية لدى المؤمن.

خطورة سوء الظن بالله وقلة  مَن ينجو  منه

قال ابن القيم: فأكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء، فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحقِّ ناقصُ الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ولسان حاله يقول: (ظلمني ربي ومنعني ما أستحقه!)، ونفسُه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه ينكره، ولا يتجاسر على التصريح به، ومن فتَّش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك، فمستقلٌ ومستكثر، وفتش نفسك هل أنت سالمٌ من ذلك؟ (22)

وهذه بعض عواقب ومخاطر سوء الظن بالله:

1- سوء الظن بالله أعظم الذنوب

قال ابن القيم: أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به، فإن المسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدس، وظن به ما يناقض أسماءه وصفاته، ولهذا توعد الله سبحانه الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [الفتح: 6]. (23)

قال ابن القيم: لم يتوعد الله تعالى بالعقاب أحدا أعظم ممن ظن به ظن السوء. (24)

2- سوء الظن  سبب لكفر مَن كفر وضلال مَن ضلّ

قال الله في حق من شك في تعلُّقِ سمعه ببعض الجزئيات: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [فصلت: 23]

فهؤلاء لما ظنوا أن الله سبحانه لا يعلم كثيرا مما يعملون، كان هذا إساءة لظنهم بربهم، فأرداهم ذلك الظن، وهذا شأن كل من جحد صفات كماله، ونعوت جلاله، ووصفه بما لا يليق به. (25)

وقال تعالى عن خليله إبراهيم أنه قال لقومه: {مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [الصافات: 85 - 87]

أي فما ظنكم أن يجازيكم به إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره؟ وما ظننتم به حين عبدتم معه غيره؟ وما ظننتم بأسمائه وصفاته وربوبيته من النقص حتى أحوجكم ذلك إلى عبودية غيره؟ فلو ظننتم به ما هو أهله ما عبدتم غيره. (26)

وقال ابن القيم: أهل البدع هم الذين يظنون بربهم ظن السوء؛ إذ يعطلونه عن صفات كماله وينزهونه عنها، وإذا عطلوه عنها لزم اتصافه بأضدادها ضرورةً.

فلا تظنن بربك ظن سوء. . . فإن الله أولى بالجميل(27)

3 - سوء الظن بالله  من أبرز  صفات الكافرين والمشركين والمنافقين

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: 27]

قال الشنقيطي: دلت الآية على أن من ظن بالله ما لا يليق به جل وعلا، فله النار. (28)

وقال تعالى: { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [الفتح: 6]

قال ابن القيم: وإنما كان هذا ظنُّ السوء، وظنُّ الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل، وظنُّ غير الحق لأنه ظَنُّ غَيرِ ما يَليق بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وذاتِه المبرأة من كل عيب وسوء، وبخلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والإلهيه، وما يليق بوعده الصادق الذي لا يُخلفه. (29)

4 - سوء الظن سبب الردى والهلاك

قال تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 22، 23]

قال ابن القيم: فأخبر سبحانه: أن إنكارهم هذه الصفة من صفاته: من سوء ظنهم به، وأنه هو الذي أهلكهم. (30)

5- سوء الظن بالله من أسباب ارتكاب المحرمات

 يقول ابن القيم: مَا أَخذ العَبْد مَا حرم عَلَيْهِ إِلَّا بسبب سوء ظَنّه بربه وَأَنه لَو أطاعه وآثره لم يُعْطه خيرا مِنْهُ حَلَالا. (31) فلما ساء ظنُه بربه ساء عمله واستعجل المقدور بالوقوع في المحظور

 - رابعا: صور  و مظاهر سوء  الظن بالله

 قال ابن القيم: من ظن أن الله لا ينصرُ رسولَه، ولا يُتِمُّ أمرَه، ولا يؤيِّده، ويؤيدُ حزبه، ويُعليهم، ويُظفرهم بأعدائه، ويُظهرهم عليهم، وأنه لا ينصرُ دينه وكتابه فقد ظن بالله ظن السوء.

- مَن جوَّز عليه أن يعذِّبَ أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم، ويُسوِّى بينهم وبين أعدائه فقد ظن بالله ظن السوء.

- مَن ظنَّ به أن يترُكَ خلقه سُدى، معطَّلينَ عن الأمر والنهي، ولا يُرسل إليهم رسله، ولا ينزِّل عليهم كتبه، بل يتركهم هَمَلاً كالأنعام فقد ظن بالله ظن السوء.

- من ظنَّ أنه يُضَيِّعُ عليه عملَه الصالحَ الذى عملَه خالصاً لوجهه الكريمِ على امتثال أمره، ويُبطِلَه عليه بلا سبب من العبد، أو أنه يُعاقِبُه بما لا صُنعَ فيه فقد ظن بالله ظن السوء.

- مَن ظنَّ به خِلاَفَ ما وصف به نَفسه ووصفه به رسله، أو عطَّل حقائقَ ما وصف به نفسه، ووصفته به رُسله فقد ظن بالله ظن السوء.

- ومَن ظنَّ به أنه إذا ترك لأجله شيئاً لم يُعوِّضه خيراً منه، أو مَن فعل لأجله شيئاً لم يُعطه أفضلَ منه فقد ظن بالله ظن السوء.

- مَن ظنَّ به أنه يغضبُ على عبده، ويُعاقبه ويحرمه بغير جُرم. فقد ظن بالله ظن السوء.

- ومن ظنَّ به أنه إذا صدقه في الرغبة والرهبة، وتضرَّع إليه، وسأله، واستعان به، وتوكَّل عليه أنه يُخيِّبُه ولا يُعطيه ما سأله، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوءِ، وظنَّ به خلافَ ما هو أهلُه. (32)

- من أحسن الظن بالله وجد الخير والعكس بالعكس

عن وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ -رضي الله عنه- قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ). (33)

قال ابن حجر: أي قادرٌ على أن أعملَ به ما ظنَّ أني عامل به. (34)

قال القرطبي: ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنا بأن الله يقبله ويغفر له لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها وأنها لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من الكبائر ومن مات على ذلك وكل إلى ما ظن. (35)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ). (36)

قال عبد الله بن مسعود: والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرًا من حسن الظن بالله عز وجل والذي لا إله غيره لا يحسن عبدٌ بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله

 عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير في يده. (37)

قال أحد الصالحين: رأيتُ مالك بن دينار بعد موته في منامي، فقلت: يا أبا يحيى! ليت شعري ما قدمْتَ به؟ قال: قدمْتُ بذنوب كثيرة محاها عني حسن الظن بالله تبارك وتعالى. (38)

يحيى بن معاذ: أوثق الرجاء رجاء العبد ربه وأصدق الظنون حسن الظن بالله. (39)

عن حاتم بن سليمان قال: دخلنا على عبد العزيز بن سليمان وهو يجود بنفسه، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أجدني أموت. فقال له بعض إخوانه: على أيةِ حال رحمك الله؟ فبكى، ثم قال: ما نُعوِّل إلا على حسن الظن بالله. (40)

---

(1) راجع الداء والدواء (ص: 25) وطريق الهجرتين وباب السعادتين (ص: 25) لابن القيم

(2) هكذا كان الصالحون لخالد الحسينان (ص: 9)

(3) فتح الباري لابن حجر (13/ 386)

(4) شرح لامية العجم للدميري (ص: 58)

(5) شعب الإيمان (2/ 469)

(6) الداء والدواء (ص: 28)

(7) الداء والدواء (ص: 26)

(8) غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1/ 468)

(9) غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1/ 470)

(10) تفسير الطبري (3/ 327) و زاد المسير لابن الجوزي (1/ 158)

(11) رواه مسلم (2877)

(12) شرح النووي على مسلم (17/ 210)

(13) معالم السنن (1/ 301)

(14) مرقاة المفاتيح (3/ 1159)

(15) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 174)

(16) مرقاة المفاتيح (3/ 1159)

(17) مرعاة المفاتيح (5/ 296)

(18) إعلام الموقعين (3/ 256)

(19) القول السديد شرح كتاب التوحيد (ص: 175)

(20) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 174)

(21) حلية الأولياء (9/ 272)

(22) زاد المعاد (3/ 211)

(23) الداء والدواء (ص: 138)

(24) إعلام الموقعين (3/ 256)

(25) الداء والدواء (ص: 26)

(26) الداء والدواء (ص: 138)

(27) إعلام الموقعين (3/ 256) وزاد المعاد (3/ 211)

(28) أضواء البيان (6/ 342)

(29) زاد المعاد (3/ 205)

(30) مدارج السالكين (3/ 324)

(31) الفوائد لابن القيم (ص: 47)

(32) زاد المعاد (3/ 206 - 210) بتصرف واختصار

(33) رواه أحمد (3/ 491) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 323)

(34) فتح الباري لابن حجر (13/ 385)

(35) فتح الباري لابن حجر (13/ 386)

(36) رواه أحمد (2/ 391) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 795)

(37) حسن الظن بالله لابن أبي الدنيا (ص: 96)

(38) المجالسة وجواهر العلم (1/ 453)

(39) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (10/ 58)

(40) المحتضرين لابن أبي الدنيا (ص: 154)