رءوس أقلام في الرؤى والأحلام

رءوس أقلام في الرؤى والأحلام

المـقـدمــة:

مما لا يخفى على مسلم أن الله سبحانه وتعالى اختُصَّ بعلم الغيب، قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ) [الجن: 26، 27]، ومع هذا فإننا نرى أن جماعة من الناس لهم ولع شديد بالحديث فيما يتعلق بالأمور الغيبية، الماضي منها واللاحق، وتاقت نفوس ضعيفة إلى مكاشفتها، ما بين مؤمنٍ بالخرافة وراض بالكهانة، وآخرين سادرين في السجع والتخمين، يقذفون بالغيب في كل حين.

وأصبحت ترى اليوم الحديث عن الرؤى والأحلام قد جاوز المقدار، فلإن كان السائل عن الأمور الشرعية واحدا، فالسائل عن الرؤى والمنامات عشرة، ورأيت مهمومين مغمومين؛ يكلمك أحدهم أنه لم ينم ليالي عددا، والسر رؤيا رآها، وقد يكون عبَّرَها له جاهل بسوء، وترى فرحين سعداء، لكأنهم يترقبون بيوتهم أن تنقلب بساتين وقصورا، أو وسائدهم ذهبا، تعلقت النفوس بها، وأصبحت شغل شاغل، عقدت لها مجالس، ولها زبائن في أماكن شتى، مع أن آيات الله تُتلى عليهم بكرة وعشيا، وفيها قوله تعالى: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل: 65]، وتُقرأ عليهم سنة المصطفى وفيها قوله: (في خمس لا يعلمهن إلا الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ) [لقمان: 34](1).

من أجل ذلك وغيره؛ كان لزاما أن نسلط الضوء على المنهج الشرعي، والهدي النبوي تجاه الرؤى والأحلام في إيجاز واختصار.

أولا: من الآيات والأحـــاديث فــي الــرؤى والأحــــلام:

قال الله تعالى: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 36].

وقال -جل جلاله-: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) [يوسف: 43].

وقال سبحانه: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) [الإسراء: 60].

وقال تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102].

وقال عز وجل: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 27].

وصح عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة بهذا الخصوص منها:

ا) عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- يَقُولُ: (لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا المُبَشِّرَاتُ) قَالُوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ)(2).

2) عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ )(3).

3) عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم-: (إِنَّ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ)، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: (وَلَكِنِ الْمُبَشِّرَاتُ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: (رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ، وَهِيَ جُزْءٌ مِن أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ(4) )(5).

4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ(6): فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ)(7).

5) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ: (الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ، مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)(8).

7) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ -رضي الله عنه-  قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ -رضي الله عنه-، فَقَالَ: وَأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- يَقُولُ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ، فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِنْ رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ)(9). وفي رواية البخاري: وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَإِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنَ الجَبَلِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا(10).

- وقد رأى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- رؤى وفسرها لأصحابه، ورأى الصحابة كذلك وفسرها لهم -صلي الله عليه وسلم-، وفسر بعضهم لبعض، وفسر غيرهم إذا كانت الرؤى تحتاج إلى تفسير، ومن ذلك:

1) عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ -رضي الله عنه-، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ: أَرَانِي فِي الْمَنَامِ أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَذَبَنِي رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الْأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الْأَكْبَرِ)(11).

2) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلي الله عليه وسلم-: (رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ، امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ، وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ) فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ(12).

3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ: (أُرِيتُ فِي المَنَامِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا، أَوْ ذَنُوبَيْنِ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ، وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ)(13).

- ومما أوله -صلي الله عليه وسلم- وفسره لأصحابه:

1) عَنْ عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، شَرِبْتُ، يَعْنِي، اللَّبَنَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى الرِّيِّ يَجْرِي فِي ظُفُرِي أَوْ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمَرَ) فَقَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ؟ قَالَ: (العِلْمَ)(14).

2) عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ: (بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي المَنَامِ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ، يَخْرُجَانِ بَعْدِي) فَكَانَ أَحَدُهُمَا العَنْسِيَّ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابَ، صَاحِبَ اليَمَامَةِ(15).

3) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- يَقُولُ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ)، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (الدِّينَ)(16).

4) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فِي رُؤْيَا النَّبِيِّ -صلي الله عليه وسلم- فِي المَدِينَةِ: (رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ، خَرَجَتْ مِنَ المَدِينَةِ حَتَّى نَزَلَتْ بِمَهْيَعَةَ، فَتَأَوَّلْتُهَا أَنَّ وَبَاءَ المَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى مَهْيَعَةَ) وَهِيَ الجُحْفَةُ(17).

ثانيا: من آداب الــرؤى والأحــــلام:

من مجموع الأحاديث التي صحت عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، يمكن إجمال القول فيما يتعلق بجملة من الآداب العامة للرؤى والأحلام:

أولا: تعظيم شأن الرؤيا الصالحة التي يراها المسلم أو تُرى له، وأنها من المبشرات التي يبشر بها المؤمن في حياته.

ثانيا: كلما كان المسلم صادقا صالحا كانت رؤياه أقرب إلى الوقوع، وهي لهم منحة من الله، وأما الكافر والفاسق والمخلط فلا، ولو صدقت رؤياهم أحيانا كما حدث للملك أيام نبي الله يوسف.

قال ابن القيم -رحمه الله-: والرؤيا مبدأ الوحي، وصدقها بحسب صدق الرائي، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا، وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطئ، كما قال النبي -صلي الله عليه وسلم-، وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها، فيتعوض المؤمنون بالرؤيا(18).

ثالثا: ما يراه الإنسان في نومه من الرؤى والأحلام أنواع منها: الأول: رؤيا حق، وهي الرؤيا الصالحة التي هي بشرى من الله لمن رآها أو رؤيت له، وهذه بشرى من الله، فليحمد الله عليها، ولا يخبر بها إلا من يحب فقط.

الثاني: رؤيا مما يحدث به الرجل نفسه، فهذه لا يبال بها.

الثالث: رؤيا أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، وعلى صاحبها اتباع النهج النبوي في ذلك:

أ) أن لا يحدث بها أحدا. ب) أن يبصق عن يساره ثلاثا إذا استيقظ. ج) أن يستعيذ بالله من الشيطان ثلاثا. د) أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه. هـ) أن يصلي ركعتين إن استطاع. و) أن يستعيذ من شر رؤياه. فمن فعل ذلك فإنها لا تضره.

قال ابن سيرين: اتق الله في اليقظة، ولا تبال ما رأيت في النوم.

رابعا: أن لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح.

خامسا: إذا رأى جماعة من أهل الفضل والصلاح والدين رؤيا فهذا من علامات صدقها كما أخبر بذلك النبي -صلي الله عليه وسلم-، قال ابن القيم -رحمه الله-: وإذا تواطأت رؤيا المسلمين لم تكذب، وقد قال النبي -صلي الله عليه وسلم- لأصحابه لما أروا ليلة القدر في العشر الأواخر، قال: (أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان منكم متحريها فليتحرها في العشر الأواخر من رمضان)(19).

سادسا: النهي عن إخبار الرجل بتلعب الشيطان به في النوم، ففي حديث جابر بن عبد الله قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلي الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صلي الله عليه وسلم- وَقَالَ: (إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ، فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ)(20).

سابعا: لا يؤخذ من الرؤيا حكم شرعي، ولا يحكم بها في أمور الناس ولا عليهم(21)؛ إذ هي مجرد ظن وتخمين، ولا برهان عليها ولا دليل قاطع وإن فسرت، فربما أخطأ من يفسر وإن كان حاذقا، فإن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان حاضرا عند النبي -صلي الله عليه وسلم- ذات يوم فجاء رجل يسأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن رؤيا رآها فقال أبو بكر -رضي الله عنه- للنبي -صلي الله عليه وسلم-: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ، وَاللهِ لَتَدَعَنِّي فَلَأَعْبُرَنَّهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم-: (اعْبُرْهَا). فلما انتهى قال للنبي -صلي الله عليه وسلم-: فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ، أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم-: (أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا)(22). فإذا كان هذا شأن الصديق -رضي الله عنه- وهو المعروف بتأويل الأحلام وتعبيرها فكيف الحال بمن هم دونه، وعلى الرائي إذ سأل عالما بالرؤيا أن لا يتعداه إلى غيره، فإن الرؤيا على ما تعبر غالبا(23).

ثالثا: خطورةَ تعبير الرؤى من خلال الشاشات، وكذا المجامع الممتلئة بالحشود، وذلك للأمور التالية:

أولها: أن الانفتاح المطلق بالتعبير نوع فتنة من أجل حديثه في أمور الغيب، لا سيما أن أحدا لا يستطيع أن يجزم بصحة ما يقول العابر من عدمه، إلا من رأى ذلك في واقعه، وهذا شبه متعسِّر عبر الشاشات.

ثانيها: تعذّر معرفة حال الرائي عبر الشاشات والمجامع من حيث الاستقامة من عدمها، وهذا له صلة وثيقة بتعبير الرؤيا، فابن سيرين -رحمه الله- سأله رجلان كل منهما رأى أنه يؤذِّن، فعبرها للصالح منهما بالحج لقوله تعالى: (وَأَذّن في النَّاسِ بِالْحَجِّ) [الحج: 27]، وعبرها للآخر بأنه يسرق لقوله تعالى: (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ). والشاطبي -رحمه الله- يقول في مثل هذه الحالة: فمتى تتعين الصالحة حتى يُحكم بها وتترك غير الصالحة؟.

ثالثها: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فالمفسدة من خلال التعبير عبر الشاشات أشد من مصلحته، لأمور لا تخفى على متتبِّعها، لا سيما أنها في أمور غيبية وأنها كالفتوى، والسلف الصالح كانوا يتدافعون الفتوى ما استطاعوا، ناهيكم عن بعض الفساد المتحقق من خلال ما يشاهد ويسمع من تعبير رؤيا لشاب أو فتاة مثلا بأنه سيفشل في أمر ما، أو لامرأة تعبَّر لها بأن زوجها تزوج عليها سرًّا بامرأة أخرى.

ناهيكم عمن يرينَ مثل هذه الرؤى، فيكتفين بما سمعنَه من تعبير لغيرهم فيقِسن عليه دون الرجوع إلى عابر عالم اكتفاء بما سمعنَه أو شاهدنَه، فتكون الطامة حينئذ.

وأما ما يحتج به بعض الناس من أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يسأل أصحابه عمن رأى رؤيا ليعبرها لهم، والجواب على هذا من وجوه:

الوجه الأول: أن هذا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، وتعبيره حق لا يشوبه شائبة.

الوجه الثاني: أن تعبيره -صلي الله عليه وسلم- كان في مسجد يحضره عدد ليس كالأعداد التي تعَدُّ بالملايين حينما تشاهد التعبير عبر الشاشات، وما ظنكم بحضور عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم- من الصحابة العقلاء الفضلاء مقارنة بحضور عند غيره؟! فأين الثرى من الثريا؟!

الوجه الثالث: أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة كالخلفاء الأربعة ولا من بعدهم من التابعين أنه كان يفعل في المسجد كما كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يفعل، لا سيما أبو بكر -رضي الله عنه-، وقد شهد له النبي بأنه عارف بتعبير الرؤى.

رابعـــا: إلـــى المـعـبـريـــن والمفســريــن:

إن الرؤى المفزعة والأحلام المقلقة، من المداخل التي يدخل الشيطان بها للتشويش على أهل الإيمان، حتى يشتت الفكر، ويدمر العقل، ويحدث القلق والاضطراب، فعلى الذين يعبُرون الرؤى، أن يعلموا أن عليهم مسؤولية عظمى تجاه الرائين.

فلا بد للعابر أن يكون عالما بهذا العلم العظيم، وأن يدرك المصالح والمفاسد في هذا الميدان، وأن لا ينصِّب نفسه للفتيا في الرؤى ويتطلَّع إليها، فتعبير الرؤى قرين الفتيا؛ وقد قال الملك: (يا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَاىَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) [يوسف: 43].

قيل لمالك -رحمه الله-: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يلعب(24).

وقال أيضا -رحمه الله-: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرا أخبر به، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو  ليصمت. قيل: فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه؛ لقول من قال إنها على ما أولت عليه؟ فقال: لا. ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة(25).

وقال ابن القيم -رحمه الله-: المفتي والمعبِّر والطبيب يطَّلعون من أسرار الناس وعوراتهم على ما لا يطلع عليه غيرهم، فعليهم استعمال الستر فيما لا يحسن إظهاره(26).

إن نبينا -صلي الله عليه وسلم- كان قبل النبوة لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، وأما بعد النبوة فرؤياه -صلي الله عليه وسلم- وحي يوحى، وإن التزام الطريق المستقيم، والنهج القويم، واتباع سبيل المؤمنين، والتماس أوقات البركة من سبل صدق الرؤيا. (27).

ومن الخطأ اتخاذ الرؤى هاديا ودليلا يترسَّم به المرءُ الطريق، ويتبصر به الحق، ومن الخطأ كذلك أن يسارع المرء إلى التصديق بكل ما يحكى من الرؤى، أو يغترَّ بتأويلها؛ لا سيما في هذا الزمان الذي رق فيه الإيمان، وكثر فيه الكذابون المتفيهقون، وأصبح اشتغال الناس بالرؤى وتأويلها أكثر من اشتغالهم بالعمل الذي يواجهون به حقائق الواقع الأليم، فهذه مريضة ترى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام فتشفى ويوصيها بكتابة ما حدث وتوزيعه على الناس، ويكتبها من وصلت إليه ويوزعها على غيره، فمن فعل ذلك فبشراه بشراه، نال الدرجة العليا والمنزلة الفاضلة، ومن لم يفعل فويل له ثم ويل له؟! !

نصدق نبينا الكريم -صلي الله عليه وسلم- من كون الرؤى جزء من أجزاء النبوة، لكننا نرتاب أن يكون كل ما يروى من أحلام الناس اليوم هي من جملة تلك الرؤى الصالحة المبشرة.

قال ابن القيم -رحمه الله-: ورؤيا الأنبياء وحي، فإنها معصومة من الشيطان، وهذا باتفاق الأمة، وأما رؤيا غيرهم فتعرض على الوحي الصريح، فإن وافقته وإلا لم يعمل بها(28).

فثمة أمور تدفعنا للتريث، وتبطئنا عن المسارعة إلى تصديق كل ما يروى من الأحلام وبما يحكى من تأويلها.

أين نحن من قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11]، وهذه سنة جارية في الخير والشر جميعا. وأين نحن من قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [ محمد: 7] مع قوله: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد: 38]. القصدَ القصدَ في الاشتغال بالرؤى والانسياق لتأويل المعبرين؛ فإنه ليس يجدينا الآن الفزع إلى المنامات والأحلام، ومحاولة تنزيلها على الواقع.

إنما الذي يجدينا تلك الحلول الواقعية العملية التي تأخذ سنن الله الثابتة، وتستهدي بنورها، والتوجه إلى الإيجابيات من الأعمال التي تستفرغ التفكير والجهد؛ وإن ذلك لجدير أن يطرد عنا هذا الوهم والانخداع(29).

---

(1)البخاري (50)، مسلم (5/9) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

(2)البخاري (6990).

(3)مسلم (207/479).

(4)في بعض الروايات أن الرؤيا الصالحة جزء من أجزاء النبوة، وفي بعضها إلى سبعين جزءا، ولا تعارض بين هذه الروايات، قال القرطبي في إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/213): أشار الطبري إلى أن هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف حال الرائي.

(5)أحمد (13824) بإسناد صحيح.

(6)قال ابن حجر في فتح الباري (12/ 407): وليس الحصر مرادا من قوله: ثلاث. لثبوت نوع رابع وهو: حديث النفس. ونوع خامس: وهو تلاعب الشيطان. وسادس: وهو رؤيا ما يعتاده الرائي في اليقظة. وسابع: وهو الأضغاث. اهـ مختصرا.

(7)مسلم (2263/6).

(8)البخاري (6983).

(9)مسلم (4/2261) واللفظ له.

(10)البخاري (5747).

(11)مسلم (2271/19).

(12)البخاري (3679)، مسلم (2394/20).

(13)البخاري (3682).

(14)البخاري (3681).

(15)البخاري (3621)، مسلم (2274/21).

(16)البخاري (3691).

(17)البخاري (7039).

(18)مدارج السالكين (1/74).

(19)مدارج السالكين (1/75).

(20)مسلم (2268/17).

(21)ذكر محمد بن أحمد التميمي المغربي في كتاب المحن (260) هذه الحكاية التي تدل على مثل هذا المعنى، قال: دَخَلَ شَرِيكُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي عَلَى الْمَهْدِيِّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ فَأَعْرض عَنهُ ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ الثَّانِيَةَ فَقَالَ لَا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَى الأَبْعَدِ قَالَ وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلِشَيْءٍ جَنَيْتُهُ أَمْ لأَمْرٍ أَحْدَثْتُهُ قَالَ فَقَالَ السَّيْفَ وَالنِّطْعَ قَالَ وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَجُوزُ قَتْلِي إِلا عَنْ عِلْمٍ تُعْلِمُنِي بِذَنْبِي. قَالَ: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّكَ تَطَأُ بِسَاطِي وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي فَقَصَصْتُ رُؤْيَايَ عَلَى مَنْ عَبَرَهَا فَقَالَ يُظْهِرُ لَكَ طَاعَةً وَيُضْمِرُ مَعْصِيَةً فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رُؤْيَاكَ بِرُؤْيَا الْخَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ وَلا مُعَبِّرُك بِيُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهُمَا السَّلامُ أَفَبِالأَحْلامِ الْكَاذِبَةِ تَضْرِبُ أَعْنَاقَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَاسْتَحْيَا الْمَهْدِيُّ ثُمَّ قَالَ اخْرُجْ عَنِّي.

(22)البخاري (7046)، ومسلم (2269/17).

(23)في حديث عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهَا زَوْجٌ تَاجِرٌ يَخْتَلِفُ، فَكَانَتْ تَرَى رُؤْيَا كُلَّمَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَقَلَّمَا يَغِيبُ إِلاَّ تَرَكَهَا حَامِلاً، فَتَأْتِي رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَتَقُولُ: إِنَّ زَوْجِي خَرَجَ تَاجِرًا وَتَرَكَنِي حَامِلاً، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ سَارِيَةَ بَيْتِي انْكَسَرَتْ، وَأَنِّي وَلَدْتُ غُلَامًا أَعْوَرَ، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: خَيْرٌ، يَرْجِعُ زَوْجُكِ عَلَيْكِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى صَالِحًا، وَتَلِدِينَ غُلَامًا بَرًّا، فَكَانَتْ تَرَاهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ تَأْتِي رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ ذَلِكَ لَهَا، فَيَرْجِعُ زَوْجُهَا، وَتَلِدُ غُلَامًا، فَجَاءَتْ يَوْمًا كَمَا كَانَتْ تَأْتِيهِ- وَرَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-غَائِبٌ - وَقَدْ رَأَتْ تِلْكَ الرُّؤْيَا فَقُلْتُ لَهَا: عَمَّ تَسْأَلِينَ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَا أَمَةَ الله؟ فَقَالَتْ: رُؤْيَا كُنْتُ أُرَاهَا فَآتِي رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْأَلُهُ عَنْهَا فَيَقُولُ: خَيْرًا، فَيَكُونُ كَمَا قَالَ، فَقُلْتُ: فَأَخْبِرِينِي مَا هِيَ؟ قَالَتْ: حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-فَأَعْرِضَهَا عَلَيْهِ كَمَا كُنْتُ أَعْرِضُ، قَالَتْ: فَوَالله مَا تَرَكْتُهَا حَتَّى أَخْبَرَتْنِي، فَقُلْتُ: وَالله لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَيَمُوتَنَّ زَوْجُكِ، وَتَلِدِينَ غُلَامًا فَاجِرًا، فَقَعَدَتْ تَبْكِي، وَقَالَتْ: مَا لِي حِينَ عَرَضْتُ عَلَيْكِ رُؤْيَايَ؟ فَدَخَلَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ: مَا لَهَا يَا عَائِشَةُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ وَمَا تَأَوَّلْتُ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: مَهْ يَا عَائِشَةُ! إِذَا عَبَرْتُمْ لِلْمُسْلِمِ الرُّؤْيَا فَاعْبُرُوهَا عَلَى خَيْرٍ، فَإِنَّ الرُّؤْيَا تَكُونُ عَلَى مَا يَعْبُرُهَا صَاحِبُهَا. قالت: فَمَاتَ وَاللهِ زَوْجُهَا، وَلَا أُرَاهَا إِلاَّ وَلَدَتْ غُلَامًا فَاجِرًا. أخرجه: الدارمي (2334) وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (12/432).

(24)التمهيد لابن عبد البر (1/288).

(25)المرجع السابق.

(26)إعلام الموقعين (4/197).

(27)مدارج السالكين (1/76).

(28)مدارج السالكين (1/75).

(29)من مقال للدكتور/ سامي بن عبد العزيز الماجد بعنوان: تعبير الأحلام والاستسلام لخدرها. وللمزيد انظر فضلا لا أمرا: كتاب الرؤيا لحمود بن عبد الله التويجري، الرؤى والأحلام: أخطاء ووقفات لفيصل بن عبد الرحمن الشدي، الرؤى والأحلام في ميزان الإسلام لسعود بن إبراهيم الشريم، أحكام الرؤى والأحلام لصالح بن عبد العزيز آل الشيخ، رءوس أقلام في الرؤى والأحلام لمحمد بن صالح المنجد.