بيوت الرحمن

بيوت الرحمن

المسجد يحتل مرتبةً مميزة ومعظمة في أفئدة المسلمين، تزكو به نفوسُهم، وتطمئن قلوبُهم، وتتآلف أرواحهم وتصفو أذهانُهم، يجتمعون فيه بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمان، خاشعة متذللةٍ للخالق الديان فرسالة المسجد شاملة ومتنوعة، تنتظم مجالات مختلفة لنشر القيم الإسلامية، وغرس الآداب والأخلاق الحميدة.(1)

المساجد ومنزلتها في الإسلام

المساجد هي بيوت كرمها الله سبحانه، بل زاد في تكريمها بأن نسبها إلى نفسه سبحانه فقال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]

وقال تعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ } [التوبة: 18]

ونهى سبحانه عن السعي في خراب المساجد بمنع الصلاة والذكر فيها فقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114]

ورفع الله عز وجل شأن المساجد وأعظم قدرها، فقال عز من قائل: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: 36 ]

وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى المؤمنين الصالحين، عن أبي هريرة  -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)). (2)

  ثم إن مكانة المسجد في الإسلام لتظهر بجلاء في كون النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس.(3) وكذلك عندما واصل -صلى الله عليه وسلم- سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده -صلى الله عليه وسلم-

- عمارة المساجد

يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}[التوبة: 18].

والعمارة تشمل أمرين:

الأول: العمارة المادية: وتكون ببناء المساجد وإعدادها لتقام فيها الصلاة، وقد رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في بناء المساجد وإنشائها، عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة)).(4)

وعن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من بنى مسجدا يذكر الله فيه بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة)). (5)

وعن جابر بن عبد الله  -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة، أو أصغر، بنى الله له بيتا في الجنة)). (6)

الثاني: العمارة الإيمانية: وهي الأصل في العمارة فالمراد بها أداء الصلاة فيها والاعتكافُ وقراءة القرآن وذكر الله، واتخاذها منطلقاً للتوجيه والتربية ونحو ذلك، أما مجرد عمارة المسجد وزخرفتِه والتباهي بحسن بنائه وتصميمه مع خلوه من العباد والمصلين فليس مراداً في الشرع كما هو حاصل في كثير من بلاد الإسلام اليوم، ولله درّ القائل:

منائركم علت في كل حيٍّ                          ومسجدكم من العبّاد خالي

وجلجلة الأذان بكل فجٍّ                           ولكن أين صوتٌ من بلالِ؟!

- عُمَّـــار المساجد ومنزلتهم عند الله

في رمضان تتعلق قلوب الناس بالمسجد فيغدون ويروحون إليها طلباً للأجر، فيعمرونها بالصلاة والذكر والقيام وقراءة القرآن طمعا فيما عند الله من أجور وثواب، عن أبي هريرة  -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: وذكر منهم: ورجل قلبه معلق في المساجد)). (7)

قال الزرقاني: ذلك أنه لما آثر طاعة الله، وغلب عليه حبه صار قلبه ملتفتا إلى المسجد، لا يحب البراح عنه، لوجدانه فيه روح القربة، وحلاوة الطاعة. (8)

- الضيافة في الجنة تُعدُّ لعمار المساجد مع كل غدو ورواح إلى المساجد

 فالسائر إلى المسجد للصلاة يمشي ذهابًا وإيابًا في ضيافة الله، وأكرِم بها من ضيافة تمتلئ منها القلوبُ سكينةً، وتؤوب منها الأرواحُ راضيةً سعيدةً، وتنقلب منها الصدورُ منشرحةً مسرورةً، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ((من غدا إلى المسجد، أو راح، أعد الله له في الجنة نزلا، كلما غدا، أو راح)). (9)      

وليعلم المسلم أنه عندما يكون في المسجد فهو ضيف على الله وزائر لله مستحق لتكريم الله له، فليستحضر هذا الأمر حتى ينال بركته ولا يُحرم أجره، عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد، فهو زائر الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر)). (10)

- عمار المساجد هم جيران الله

عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله لينادي يوم القيامة أين جيراني؟ أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ربنا ومَن ينبغي أن يجاورَك؟ فيقول أين عُمَّارُ المساجد))(11)

- يفرح الله بهم ويتبشبش لهم

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما تَوطَّنّ رجلٌ مسلم المساجدَ للصلاة والذكر، إلا تبشبش الله به حتى يخرج، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم، إذا قدم عليهم)). (12)

- عمار المساجد أهل تزكية الله

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((المسجد بيت كل تقي)). (13)

- فذلكم الرباط فذلكم الرباط

إن مكوثك في المسجد ومجاهدة نفسك على طاعة الله، نوع من المرابطة في سبيل الله، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط)). (14)

قال ابن رجب: هذا أفضل من الجلوس قبل الصلاة لانتظارها، فإن الجالس لانتظار الصلاة ليؤديها ثم يذهب تقصر مدة انتظاره، بخلاف من صلى صلاة ثم جلس ينتظر أخرى فإن مدته تطول، فإن كان كلما صلى صلاة جلس ينتظر ما بعدها استغرق عمره بالطاعة، وكان ذلك بمنزلة الرباط في سبيل الله عز وجل. (15)

- رفع الدرجات ومغفرة الذنوب والسيئات

الذهاب إلى المساجد فرصة لرفع الدرجات ومحو السيئات، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة)). (16)

عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من توضأ هكذا، ثم خرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة، غفر له ما خلا من ذنبه)). (17)

- عمار المساجد لا يضيع الله أجرهم ولا يخيب سعيهم

إن قاصد بيت الله للصلاة فيه بنية مخلصة هو في ضمان الله، لا يضيع أجره ولا يخيب سعيه بإذن الله، فيا لها من كرامة ينالها المسلم بمجرد توجهه إلى المسجد، عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  قال: ((ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: وذكر منهم: ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة)). (18)

- البشرى بالنور التام يوم القيامة

عن بريدة الأسلمي -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)). (19)

 - يباهي الله تعالى بهم الملائكة

عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ((ما أجلسكم؟)) قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا، قال: ((آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟)) قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: ((أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني، أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة)). (20)

- دعاء الملائكة لهم

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث، وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه)). (21)

 - السلف وعمارة المساجد

عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا. (22)

وكان -صلى الله عليه وسلم- يحث أصحابه على ذلك، عن أنس -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة)). (23)

وعن أبي بن كعب -رضي الله عنه-، قال: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له: أو قلت له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء، وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قد جمع الله لك ذلك كله)). (24)

- قال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة (25)

- كان زياد مولى ابن عباس- أحد العباد الصالحين- يلازم مسجد المدينة فسمعوه يوماً يعاتب نفسه ويقول لها: أين تريدين أن تذهبي! إلى أحسن من هذا المسجد! ! تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان!. (26)

- قال سعيد بن المسيب: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.

وقال: ما دخل علي وقت الصلاة إلا وقد أخذت أهبتها وأنا إليها مشتاق.

وقال: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في أقفية الناس منذ خمسين سنة، يعني في صلاة الجماعة. (27)

وقال وكيع بن الجراح: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبًا من سنتين، فما رأيته يقضي ركعة. (28)

- قال ربيعة بن زيد الدمشقي: ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً. (29)

وعن محمد بن سماعة القاضي، قَالَ: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي ففاتتني صلاة واحدة في جماعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف فغلبتني عيني، فأتاني آت، فقال: يا محمد قد صليت خمسة وعشرين صلاة ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟. (30)

- قال يحيى بن معين: لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة. (31)

- آداب حضور المساجد

- التطيب ولبس أفضل الثياب، قال تعالى: { يا بني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } [الأعراف: 31]

- عدم أكل أو شرب ما له رائحة كريهة ومنها الثوم والبصل والدخان وكل ما كان مؤذيا للمصلين، عن جابر بن عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-  قال: ((من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)). (32)

- استحباب التبكير إلى المساجد

رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في التبكير إلى المساجد والمسارعة إليها، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه)). (33)

 وعند مسلم: ((لو تعلمون أو يعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة)). (34)

- المشي إلى الصلاة بخشوع وسكينة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا )). (35)

- الدعاء عند دخول المساجد وعند الخروج منها: عن أبي حميد، أو عن أبي أسيد، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك)). (36)  وعند أبي داود زيادة: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-  ثم ليقل:. . . .)). (37)

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا دخل المسجد قال: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم))، قال: فإذا قال: ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم. (38)

- استحباب تقديم الرجل اليمنى عند دخول المسجد، واليسرى عند الخروج منه

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أنه كان، يقول: من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى. (39)

- أداء تحية المسجد عند الدخول، عن أبي قتادة  -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)). (40)

- الحرص على نظافة المسجد والبعد عن كل ما يجلب له الأوساخ والنجاسات، قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } [النور: 36]

قال السعدي: يدخل في رفعها، بناؤها، وكنسها، وتنظيفها من النجاسة والأذى، وصونها من المجانين والصبيان الذين لا يتحرزون عن النجاسة، وعن الكافر، وأن تصان عن اللغو فيها، ورفع الأصوات بغير ذكر الله. (41) ولهذا فإن الشرع نهى عن البصاق في المسجد. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها)).(42)

 وعن أبي ذر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوي أعمالها النخاعة تكون في المسجد، لا تدفن)). (43)

- الحرص على الصلاة إلى السترة، عن طلحة بن عبيد الله  -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل، ولا يبال من مر وراء ذلك))(44)

ونحن مأمورون برد من يريد أن يقطع صلاتنا، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفع في نحره فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان)).(45)

- عدم رفع الصوت في المساجد

 عن السائب بن يزيد قال: كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب. فقال: اذهب فأتني بهذين. فجئته بهما. قال: من أنتما؟ أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(46)

- النهي عن قطع الأوقات الطويلة في المسجد في الحديث عن الدنيا

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة)). (47)   ويوضحه لفظ عند الطبراني  ((سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا، إمامُهم الدنيا، فلا تجالسوهم؛ فإنه ليس لله فيهم حاجة)). (48)

- النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر

يكره الخروج من المسجد لمن أدركه الأذان وهو فيه، إلا لمن كان عنده عذر يسوغ له الخروج من المسجد، كتجديد وضوءه ونحوه. عن أبي الشعثاء، قال: كنا قعودا في المسجد مع أبي هريرة -رضي الله عنه-، فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أما هذا، فقد عصى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-. (49)

- توصيات للحريصين على الأجور والدرجات

- التبكير إلى الصلوات المفروضات والحرص على تكبيرة الإحرام والصف الأول

- المحافظة على السنن الرواتب

عن أم حبيبة -رضي الله عنها-، أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: ((ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا، غير فريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة)) (50)

- المحافظة على أذكار انتهاء الصلوات

- المحافظة على أذكار الصباح والمساء بعد صلاتي الفجر والعصر في المسجد

- المحافظة على حضور الدروس العلمية والإيمانية

- المحافظة على الورد اليومي للقرآن في مسجد حيك

إذا صليتَ العصر في رمضان فامكث في المسجد إلى قبيل الإفطار فإنه الوقتُ الذهبي لقراءةِ وردك من القرآن بحضورِ قلبٍ وقلةِ صوارفٍ

محاذير

-  اصطحاب الأطفال غير المميزين وجعل المسجد ساحة للصياح ولعب الأولاد

- التشويش على المصلين حتى بالقرآن ( فضلا عن أصوات الجوالات )

- التنافس الشديد على الصف الأول إلى حدّ يصل إلى العداوة والبغضاء

- حجز الأمكنة إلا لمن كان داخل المسجد أو خرج لحاجة كوضوء

- التعدي على مكان غيره أو الدخول في مكان لا يتسع له

- تضييع الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

وأخيرا رسالة للدعاة  وأئمة المساجد:

استغلوا إقبال الناس على المساجد في رمضان، فالمساجد أهم وسيلة، وأفضل بقعة ينطلق منها العلماء وطلاب العلم لتوجيه الناس، وتعليمهم وتفقيههم وحل مشكلاتهم، ولذا كان المسجد منذ عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقرون الفاضلة هو المكان الذي يصدر عنه كل أمر ذي بال يهم المسلمين في دينهم ودنياهم وكان العلماء والولاة هم الذين يتصدرون الأمة من خلال المسجد، فعلينا أن نهتم بأمر مساجدنا وأن نعيد لها مكانتها في الأمة ونكون على قدر المسؤولية في تبليغ دعوة ديننا.

---

(1) نقلاً عن كتاب الإرهاب في ميزان الشريعة بقلم الدكتور عادل عبد الجبار

(2) رواه مسلم (671)

(3)  البداية والنهاية (4/ 519)

(4) رواه البخاري (450) ومسلم (533)

(5) رواه النسائي (2/ 31) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1056)

(6) رواه ابن ماجه (738) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1056) ومفحص القطاة: هو عش الطائر، والمقصود المبالغة في الصغر 

(7) رواه البخاري (660) ومسلم (1031)

(8) شرح الزرقاني على الموطأ (4/ 544)

(9) رواه البخاري (662) ومسلم (669)

(10) رواه القاسم بن سلام في كتاب الطهور (ص: 98) والطبراني في الكبير (6139) وحسنه الألباني في الصحيحة (3/ 157)

(11) رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده (1/ 251) و جود إسناده الألباني في الصحيحة (6/ 512)

(12) رواه أحمد (2/ 328)  وابن ماجه (800) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 251)

قال ابن قتيبة: قوله: يتبشبش، هو من البشاشة. غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 414) وهي صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عز وجل كما يليق بجلاله، ومن لازم هذه الصفة الفرح والإقبال واللطف والبر والإكرام. النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 130)

(13) رواه البزار (2546) والطبراني (6143) والقضاعي في مسند الشهاب (73) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 334)

(14) رواه مسلم (251)

(15) اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى لابن رجب (ص: 67)

(16) رواه مسلم (666)

(17) رواه مسلم (232)

(18) رواه أبو داود (2494) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (7/ 255)

(19) رواه أبو داود (561) والترمذي (223) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 545)

(20) رواه مسلم (2701)

(21) رواه البخاري (659) ومسلم (649)

(22) رواه مسلم (670)

(23) رواه الترمذي (586) وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (7/ 1196)

(24) رواه مسلم (663)

(25) تاريخ دمشق لابن عساكر (40/ 392)

(26) تاريخ دمشق لابن عساكر (19/ 240)

(27) سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 774) وسير أعلام النبلاء (4/ 221)

(28) المنتظم لابن الجوزي 8/ 113. وتاريخ بغداد  (10/ 5)

(29) سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 767)

(30) تاريخ بغداد ت بشار (3/ 298)

(31) صفة الصفوة (2/ 217)

(32) رواه مسلم (564)

(33) رواه البخاري (615) ومسلم (437)

(34) مسلم (439)

(35) رواه البخاري (908) ومسلم (602)

(36) رواه مسلم (713)

(37) رواه أبو داود (465) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 150)

(38) رواه أبو داود (466) وصححه الألباني في صحيح الجامع(2/ 860)

(39) رواه الحاكم في المستدرك (1/ 338) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 626)

(40) رواه البخاري (444) ومسلم (714)

(41) تفسير السعدي (ص: 569)

(42) رواه البخاري (415) ومسلم (552)

(43) رواه مسلم (553)

(44) رواه مسلم (499)

(45) رواه مسلم (505)

(46) رواه البخاري (470)

(47) رواه ابن حبان (6723) وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (9/ 416)

(48) رواه الطبراني (10452)

(49) رواه مسلم (655)

(50) رواه مسلم (728)