الآثار الإيمانية للزكاة

تعريف الزكاة     حكمها       أهميتها      الآثار الإيمانية للزكاة

الآثار الإيمانية للزكاة

من مقاصد الدين الإسلامي الحنيف غرس المودَّة والرحمة بين المؤمنين، وتحقيق العدل بين أفراد المجتمع المسلم، ويظهر ذلك في تشريع فريضة الزكاة التي تُسهم بدورها في ترسيخ هذه المبادئ وتعزيزها مما يجعل المجتمع المسلم مجتمعا مترابطا متماسكا قويا، عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رضى الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).(1)

فالالتزام بهذه الفريضة العظيمة يترتب عليه آثار مبارَكة تعود على المتصدِّق والآخِذ، وسنعرض لبعضها لبيان أهمية هذه الشعيرة العظيمة ومكانتها.

أولا: تعريف الزكاة

- الزكاة في اللغة

قال ابن الأثير: أصل الزكاة في اللغة: الطهارة والنماء والبركة والمدح، وكل ذلك قد استُعمِل في القرآن والحديث.(2)

لذلك فالزكاة لها جهتان:

- زكاة النفس، قال الله تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } [الشمس: 7 - 9]

وتزكية النفس: تطهيرها من الشرك، والكفر، والنفاق، والذنوب والمعاصي، والأخلاق الذميمة.

- وزكاة الأموال، وهي ركن من أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة، وهي طهرة للأموال، والأنفس، وبركة في الأموال والأنفس.(3)

- الزكاة في الشرع

حقٌّ واجب في مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص لتحقيق رضا الله وتزكية النفس والمال والمجتمع.(4)

ثانيا: حُكْم الزكاة

الزكاة واجبة بالكتاب والسنة والإجماع.

فقد أمر الله بها في أكثر من موضع في كتابه فقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]

وبيَّن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنها ركن من أركان الإسلام، كما في حديث ابْنِ عُمَرَ -رضى الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ).(5)

ولحديث بعث معاذ إلى اليمن ليعلمهم أركان الدين، وفيه: (أَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ).(6)

وأجمع المسلمون سلفا وخلفا على وجوبها على من اجتمعت فيه شروطها، قال ابن قدامة: أجمع المسلمون في جميع الأعصار على وجوبها، واتفق الصحابة ~ على قتال مانعيها.(7)

ثالثا: منزلة الزكاة في الإسلام

الزكاة فريضة عظيمة ومنزلتها في الإسلام منزلة رفيعة وفضائلها كثيرة ومن ذلك الآتي:

- الزكاة هي: الركن الثالث من أركان الإسلام، فهي أحد مباني الإسلام الخمسة.

- الزكاة: هي قرينةُ الصلاة في كتاب الله تعالى، فقد جمع الله بينها وبين الصلاة في مواضع كثيرة في كتابه الكريم، وهذا يدل على عظم مكانتها عند الله - عز وجل -، وعظم شأنها.

- ولعظيم منزلة الزكاة جاءت النصوص من الكتاب والسنة في بيان عقوبة تاركها، مما تقشعر منه الجلود المسلمة، وتدمع له العيون المؤمنة.

- ويدل على علوِّ منزلة الزكاة أن مَن منعها يقاتل، كما صرحت بذلك النصوص.

إلى غير ذلك من فضائلها التي لا تخفى، والمقصود هنا الإشارة لا الإحاطة.

رابعا: الآثار الإيمانية للزكاة

- الأثر الأول: تعين المسلمَ على معرفة حدود الله والفقه في دينه تعالى

 لأن المسلم لا يؤدي زكاته إلا بعد أن يعرف أحكامها، وأموالها، وأنصابها، ومستحقها، وإثم مَن منعها، وفضل من أداها، وغير ذلك مما تدعو الحاجة إليه.(8)

- الأثر الثاني: سبيل لتقوية الإيمان و زيادته وبرهان على صحته

- فالصدقة برهان على صحة الإيمان: لأن النفوس جُبلت على حبِّ المال والشح به، فإذا سَمحت النفس بالتصدق به وإنفاقه في مرضاة الله عز وجل كان ذلك برهاناً على صحة إيمان العبد وتصديقه بموعود الله ووعيده، وعظيم محبته له؛ إذ قدم رضا ربه على المال الذي فطر على حبه(9)ويدل على هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ).(10) ومعناه: أنّ الصدقة حجة على إيمان فاعلها، فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمَن تصدّق استُدل بصدقته على صدْق إيمانه.(11)

ولهذا المعنى سُميتْ صدقة لأنها دليل لتصديق صاحبها وصحة إيمانه ظاهرا وباطنا.(12)

لذلك لما منعت العربُ الزكاة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- قاتلهم الصديق -رضى الله عنه- على منعها.

- والصدقة بطيب نفس تورث القلب حلاوة الإيمان، وتذيق العبد طعمه، وتعمق يقينه بالله عـز وجل، وتخلص توكله عليه، وتوجب ثقته بالله وحسن الظن به؛ لأن من استنار صدره، وعلم غنى ربه وكرمه سبحانه عظم رجاؤه وهانتْ الدنيا في عينه فأنفق ولم يخَفِ الإقلال

 ويشهد لصحة ذلك قولُ أعظم الموقنين وإمامِ المتوكلين وأجلِّ مَن أحسن الظنَّ بـرب العالمين لبلال -رضى الله عنه- حين ادخر شيئاً ولم ينفقه: (أَنْفِقْ يَا بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا).(13)

قال القرطبي بعد أن بيّن أن ترك الصدقة خوف الإقلال من سوء الظن بالله: فإذا كان العبد حسن الظن بالله لم يخف الإقلال لأنه يعلم أن ربه يخلف عليه، لعلمه بغناه وسعة كرمه.(14)

- الأثر الثالث: الدخول في رحمة الله

لما امتلأت قلوب بالمؤمنين بالرحمة امتدتْ أيديهم بالصدقة، فاستحقوا بذلك الدخول في رحمة الله، فالصدقة من أعظم أسباب دخول العبد في رحمة الله في الدنيا والآخرة، قال تعالى: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 156]

وقال تعالى: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [النور: 56]

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضى الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاء).(15)

وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ، لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ).(16)

- الأثر الرابع: انشراح القلب وانفساح الصدر

فالمسلم إذا أحسن إلى الخلق ونفعَهم بما يمكنه من المال وأنواع الإحسان انشرح قلبه وانفسح صدره، ومَنْ وسَّعَ على الخلْق وسَّع الله له في قلبه وفي رزقه، قال ابن القيم: المتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه وانفسح بها صدره، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها.(17)

- وكان مِن هديه -صلى الله عليه وسلم- أنه يدعو إلى الإحسان والصدقة والمعروف، ولذلك كان -صلى الله عليه وسلم- أشرح الخلق صدرا، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا، فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرا عجيبا في شرح الصدر.(18)

- والكريم المحسن أشرحُ الناس صدرا، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا، وأنكدهم عيشا، وأعظمهم هما وغما.وقد ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيح مثلا للبخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جُنتان من حديد، كلما هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت حتى يجر ثيابه ويعفي أثره، وكلما هم البخيل بالصدقة لزمت كل حلقة مكانها ولم تتسع عليه.(19) فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق، وانفساح قلبه، ومثل ضيق صدر البخيل، وانحصار قلبه.(20)

وقد قال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]

وكان عبد الرحمن بن عوف يطوف بالبيت وليس له دأب إلا هذه الدعوة: رب قني شح نفسي، رب قني شح نفسي.فقيل له: أما تدعو بغير هذه الدعوة، فقال: إذا وقيت شح نفسي فقد أفلحت.(21)

- الأثر الخامس: القرب من الله والدخول في معيته

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69] فهذه معية القرب التي تتضمن الموالاة، والنصر، والحفظ.(22) لأن الكرم والجود والإحسان من صفات الرب جل جلاله، والله عز وجلّ يحب أسماءه وصفاته ويحب ظهور آثارها في خلقه، فإنه سبحانه يُعطي ولا يأخذ ويُطعِم ولا يُطعَم، وهو أجود الأجودين وأكرم الأكرمين، وأحبّ الخلق إليه وأقربهم منه سبحانه مَن اتصف بمقتضيات صفاته، فإنه كريم يحب الكريم من عباده، محسن يحب المحسنين، والسخي قريب من الله تعالى ومن خلقه ومن أهله، وقريب من الجنة وبعيد من النار.(23)

- وإذا كان العبد قريبا من الله فلا همَّ ولا غمَّ ولا حرنَ ولا أمراض، قال ابن القيم: إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه.(24) وقد قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ).(25) و قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ).(26)

- الأثر السادس: الأمن من غضب الربِّ تبارك وتعالى

إن الصدقة تؤمِّن العبدَ من غضب الله تعالى، لأن ذنوبه وخطاياه تقتضي هلاكه فتجئ الصدقة تفديه من الغضب وتفكه من العذاب.(27) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ).(28) وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَلْيَفْعَلْ).(29)

- وكما أن الصدقة تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى فهي تطفئ الذنوب والخطايا كما يُطفئ الماءُ النارَ.(30) قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ).(31)

- الأثر السابع: أنها تدريبٌ عملي للنفس على شكر المنعم

من المعاني الإيمانية في أداء الزكاة أنها تدريب عملي وترويض للنفس على دوام الشكر للمنعم وهو الله تعالى، لأن الله تعالى أنعم على العباد بجميع النعم، وأوجب عليهم شكر تلك النعم فقال تعالى: {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [النحل: 114]

 وأداء الزكاة اعتراف بفضل الله ونعمته، وشكر لها، وصرف لتلك النعمة في مرضاة الله وطاعته، ومعلوم أن حفظ النعم وزيادتها مرتبط بدوام شكرها: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [إبراهيم: 7]

 - الأثر الثامن: تزكية النفوس من الرذائل وتحليها بالفضائل

الصدقة سبب عظيم لتطهير النفس من الرذائل وتنقيها من الآفات، وتحليتها بالأخلاق الطيبة الحميدة، قال تعالى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]

قال السعدي: أي: تطهرهم من الذنوب والأخلاق الرذيلة.{وَتُزَكِّيهِمْ} أي: تنميهم، وتزيد في أخلاقهم الحسنة، وأعمالهم الصالحة، وتزيد في ثوابهم الدنيوي والأخروي، وتنمي أموالهم.(32)

ولتزكية النفس بالزكاة جهتان: أ- تخليصها من الرذائل ب- تحليتها بالفضائل

أ- مظاهر تخلية النفس بالزكاة من الرذائل

1- الزكاة سبب في تخليص العبد من داء الشح والبخل

فالشُّح والبخل مرضان مذمومان، إذا ابتلي بهما الإنسان، صار يسعى لحبّ التملك وحب الذات وحبّ البقاء والاستكثار، وهما أصل من أصول الخطايا والذنوب، ومتى نجا المرء منهما ووقي شّح نفسه وبخلها فقد استحق الفلاح: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الحشر: 9]

فيأتي الإسلام ليعالج ذلك كله علاجاً نفسياً بالترغيب والترهيب، حتى يتم له ما يريد، فيطلب من هذه النفس الشحيحة أن تجود بما هو حبيب إليها، عزيز عليها: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92].

يقول الكاساني: الزكاة تطهر نفس المؤدِّي عن أنجاس الذنوب، وتزكي أخلاقه بتخلق بترك الشح والضن، إذ الأنفس مجبولة على الضن بالمال فتتعود السماحة، وترتاض لأداء الأمانات وإيصال الحقوق إلى مستحقيها.(33)

2- الزكاة تطهر النفس من العجب والكبر والخيلاء والفخر على الآخرين بغير حق

فكثرة المال سبب لحصول الطغيان والأشر والبطر غالبا، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } [العلق: 6، 7] فيخبر الله تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح، وأشر بطر، وطغيان، إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله.(34) فتأتي الزكاة لتزيل هذا الطغيان وترد القلب إلى طلب رضوان الرحمن، بكثرة الصدقة ووجوه الإحسان.(35)

وتأمل كيف جمع الله بين العطاء والتقوى {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} [الليل: 5] وجمع بين البخل والاستغناء الذي هو الكبر والإعراض {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى } [الليل: 8]

فالمؤمن المصَدِّق بالحسنى يعطي، وينتظر الجزاء الأوفى، الحسنة بعشر أمثالها ; لأنه يتعامل مع الله، أما المكذِّب: فلم يؤمن بالجزاء آجلا، فلا يخرج شيئا ; لأنه لم يجد عوضا معجلا، ولا ينتظر ثوابا مؤجلا.(36)

وَعَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ -رضى الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بَصَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ، ثُمَّ قَالَ: (يَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ؟ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَتَيْنِ، وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ(37) فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ التَّرَاقِيَ(38) قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟).(39)

3- والزكاة تطهر النفس من الأثرة و الأنانية

 عَنْ مُطَرِّف بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ -رضى الله عنه- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقْرَأُ: { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }، قَالَ: (يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قَالَ: وَهَلْ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟).(40)

لما كانت الأموال محبوبة عند الناس حباً جماً كانت الزكاة والصدقات والإنفاق في سبيل الله اختباراً حقيقياً للمؤمنين وتمحيصاً لهم وتخليصاً لهم من الأثرة والأنانية والتفكير في الذات فجاء الأمر المباشر من الله للمؤمنين بالإنفاق في وجوه الخير: { آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } [الحديد: 7]

فالمؤمن يعلم أن المال مالُ الله أنزله لإقامة شرعه، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ -رضى الله عنه- قَالَ: كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَيُحَدِّثُنَا فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادٍ، لأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ، لأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ).(41)

فالله سبحانه وتعالى أنزل المال، وأوجده، وجعله بين يدي خلقه؛ ليقيموا به شعائر الدين، ويظهروا معًالم الشرع من صلاة، وزكاة، وغيرهما لا أن يضعوا ما رزقهم الله من المال في غير موضعه.(42)

فالإنسان عندما يزكي ماله بسخاء وصدق ينطلق في ذلك من حبّ الله أقوى من حبه للمال كما ينطلق في ذلك من تفكيره في الفقراء والمساكين وفي الضعفاء واليتامى وأبناء السبيل وكل ذلك يجعله يشعر بشعور غيره ويهتم بالمشاركة الوجدانية بعباد الله فخير الناس أنفعهم للناس.(43)

4- والزكاة تطهر النفس من عبودية المال وتقديسه

وهو ما دعا على فاعله النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتعاسة والانتكاسة فقال: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ).(44)

قال علي بن أبي طالب -رضى الله عنه-: من أحب الدينار والدرهم، كان عبدًا لهما ما عاش.(45)

فحبُّ المال طبيعةٌ في الإنسان كما قال تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا } [الفجر: 20] فتأتي شعيرة الزكاة لتخلِّص المؤمن من هذه الآصار والأغلال، لتسمو روحه عاليا بعيدا عن دناءة التعلق بالدرهم والدينار والضن بهما، وإنما يبذله في مراضي ربه بنفس راضية مطمئنة.

5- تطهير القلوب من حب الدنيا والتعلق بها

فالزكاة تعالج قلب المؤمن من حب الدنيا والحرص على جمع المال، يقول الفخر الرازي: والاستغراق في حبّ المال يُذهل النفس عن حب الله، وعن التأهب للآخرة، فاقتضت حكمة الشرع تكليف مالك المال بإخراج طائفةً من يده؛ ليصير ذلك الإخراج كسرًا من شدة الميل إلى المال، ومنعًا من انصراف النفس بالكلية إليه، وتنبيها لها على أن سعادة الإنسان لا تحصل بالاشتغال بطلب المال؛ إنما تحصل بإنفاق المال في طلب مرضاة الله تعالى، فإيجاب الزكاة علاج صالح متعين؛ لإزالة حب الدنيا عن القلب، فالله سبحانه أوجب الزكاة لهذه الحكمة.(46) وهو المراد من قوله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103].

6- و كما أن الزكاة تطهير للمزكي هي أيضا تطهير لماله

الزكاة تطهر المال من الشبهات المتعلقة بالمعاملات المالية التي تنشأ بين الأفراد أثناء عمليات البيع والشراء التي يتم فيها كثرة الحلف وغيره لترويج السلع.(47) كما في حديث قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ -رضى الله عنه- قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَالْكَذِبُ، فَشُوبُوا بَيْعَكُمْ بِالصَّدَقَةِ).(48)

7- وكذلك فإن الزكاة تطهر قلب الفقير من الحقد والحسد على الغني

 وذلك أن الفقير إذا رأى من حوله ينعمون بالمال الوفير وهو يكابد ألم الفقر، فلرُبما تسبَّب ذلك في بثّ الحسد والحِقد والعداوة والبغضاء في قلب الفقير على الغني، وبهذا تضْعُف العلاقة بين المسلم وأخيه، بل ربما تقطعت أواصر الأخوة وشبَّت نار الكراهية؛ فالحسد والحقد والكراهية أدواء فتاكة، تهدد المجتمع وتزلزل كيانه، وقد سعى الإسلام لمعالجتها ببيان خطرها وتشريع الزكاة، وهي أسلوب عملي فاعل لمعالجة تلك الأدواء، ولنشر المحبة والوئام بين أفراد المجتمع المسلم.(49)

ب - أما جهة تحلية الزكاة للنفس بالفضائل فمن وجوه:

فالصدقة تهذب الأخلاق وتربي الروح على معالي الأخلاق وفضائلها ومن ذلك:

 1- تدريب النفس على الجود والكرم، وتعويدها على البذل والتضحية وإيثار الآخرين

النفس ميالة إلى الحرص، ولما كانت النفس كذلك، وكان الجود مطلوباً جعلت الزكاة رياضة للنفس وتمريناً لها على الكرم شيئاً فشيئاً، حتى يصير الكرم لها عادة، وهذا أعظم جهاد للإنسان يزول به البخل عنه.(50)

2- في الزكاة حثٌّ على العمل والجد والمثابرة

يعتبر نقل ملكية جزء من المال عن طريق الزكاة من الأغنياء إلى الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وغيرهم حثاً لهم على العمل والجد والمثابرة والولاء للمجتمع وبذلك تزيد كفايتهم الإنتاجية ويكون مردود ذلك كله على المجتمع الذي يقوى ويتماسك.(51)

3- وفيها تدريب للنفس على مخالفة هواها وصد كيد الشيطان

إذا همَّ العبدُ بالصدقة فإن الشياطين تتكالب عليه، داعية له إلى البخل، حاثة له على الشح، ناهية له عن الجود والبذل، فإذا تصدق العبدُ وبذل من ماله فقد غلبهم وانتصر عليهم

كما قال سبحانه: { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]

قال المباركفوري: معناه الشيطان يعدكم الفقر ليمنعكم عن الإنفاق في وجوه الخيرات ويخوفكم الحاجة لكم أو لأولادكم في ثاني الحال سيما في كبر السن وكثرة العيال.(52)

وقال المناوي: لأن الصدقة على وجهها إنما يقصد بها ابتغاء مرضاة الله والشياطينُ بصدد منع الإنسان من نيل هذه الدرجة العظمى فلا يزالون يدأبون في صده عن ذلك، والنفس لهم على الإنسان ظهيرة لأن المال شقيق الروح فإذا بذله في سبيل الله فإنما يكون برغمهم جميعا ولهذا كان ذلك أقوى دليلا على استقامته وصدق نيته ونصوح طويته.(53)

فهل بعد هذه الرتبة من رتبة، والفضل من فضل؟ فيا من يريد إرضاء ربه، والانتصار على أعدائه، وجعل شياطينه تعيش حسرة وندامة، عليك بالصدقة والإنفاق في طاعة ربك ومرضاته!

- وفيها رفعٌ للهمة والتطلع إلى معالي الأمور

فالمؤمن يسمو بنفسه لتكون يده هي اليد العليا، وصاحب اليد العليا هو المعطي، وصاحب اليد السفلى هو الآخذ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رضى الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ).(54)

وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضى الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا).(55)

الأثر التاسع للزكاة: توثيق معنى الأخوة بين المسلمين وبث روح الجماعة

فالزكاة جزء رئيس من حلقة التكافل الاجتماعي، التي تقوم على توفير ضروريات الحياة، من مأكل، وملبس ومسكن، وسداد الديون، وإيصال المنقطعين إلى بلادهم، وفك الرّقاب، ونحو ذلك من أوجه التكافل، التي قررها الإسلام، عَنْ أَبِي مُوسَى -رضى الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا) وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ.(56)

 فالزكاة وسيلة كبرى للتعاون والتراحم والتضامن بين الناس، وبها تندفع آفات خطيرة عن المجتمع، كالحسد والبغضاء، مما يمكِّن المسلمين من التعاون على البر والتقوى، وتحقيق الغاية التي خلقوا لها وهي عبادة الله.

الأثر العاشر: تنمية روح الدعوة إلى الله

 فمن مقاصد الزكاة الأساسية الدعوة إلى الله ونشر الدين وسد حاجة الفقراء والمحرومين، ممَّا يهيئهم للإقبال على دينهم وتحقيق طاعة ربهم، كما أن تأثير الزكاة في الدعوة يتبين من خلال فرض أصناف أهل الزكاة، وذلك أن صرفها للمؤلفة قلوبهم -وهم كفار يرجى إسلامهم، أو مسلمون يرتجى ثباتهم.(57)

---

(1) رواه مسلم (2586)   

(2) النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 307)

(3) الزكاة في الإسلام لسعيد بن وحف القحطاني (ص: 6)

(4) الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة (ص: 5)

(5) رواه البخاري (8) ومسلم (16) 

(6) رواه البخاري (1395) ومسلم (19) من حديث ابن عباس ^.

(7) المغني لابن قدامة (2/ 427)

(8) الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن وهف القحطاني (ص: 33)

(9) جامع العلوم والحكم (2/ 24) بتصرف

(10) رواه مسلم  (223) من حديث أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه-.

(11) شرح النووي على مسلم (3/ 101)

(12) شرح النووي على مسلم (7/ 48)

(13) رواه البزار (1366) وأبو يعلى (6040) والطبراني (1024) من حديث أبي هريرة وابن مسعود وبلال –رضي الله عنهم-، وصححه الألباني في صحيح الجامع(1/ 316)

(14) تفسير القرطبي (1/ 253) بتصرف

(15) رواه أبو داود (4941) والترمذي (1924) وصححه الألباني في صحيح الجامع(1/ 661)

(16) رواه مسلم (2319)

(17) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 33)

(18) زاد المعاد (2/ 22)

(19) رواه البخاري (1443) ومسلم (1021) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

(20) زاد المعاد (2/ 24)

(21)  الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 33)

(22) مدارج السالكين (2/ 254)

(23) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 34) بتصرف 

(24) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 31)

(25) رواه الطبراني في الكبير (8014) من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-، وفي الأوسط (6086) من حديث أم سلمة ’. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 532)

(26) رواه الطبراني (10196) وأبو نعيم في الحلية (2/ 104) والبيهقي (3/ 382) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 458)

(27) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 32)

(28) رواه القضاعي (99) من حديث عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه-، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (302) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وغيرهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 702)

(29) رواه مسلم (1016) من حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه-.

(30) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 31)

(31) رواه الترمذي (2616) من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، وصححه الألباني صحيح الترغيب والترهيب (1/ 520)

(32) تفسير السعدي (ص: 350)

(33) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (2/ 3)

(34) تفسير ابن كثير (8/ 437)

(35) تفسير الرازي (16/ 78) بتصرف

(36) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (8/ 552)

(37) الوئيد: شِدَّةُ الوطءِ على الأَرض.

(38) التَّراقِي: جمع تَرْقُوَة: وهي عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق، وهما ترقوتان.

(39) رواه أحمد (4/ 210) وابن ماجه (2707) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1353)

(40) رواه مسلم (2958)

(41) رواه أحمد (5/ 218) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 367)

(42) الإتحافات السنية للمناوي (ص: 45)

(43) الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة (ص: 3)

(44) رواه البخاري (2887)

(45) صيد الخاطر (ص: 280)

(46) تفسير الرازي (16/ 77)

(47) أحكام العبادات في التشريع الإسلامي لفايق بن سليمان (ص: 123)

(48) رواه الترمذي (1208) والنسائي (7/ 14) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1320)

(49) نوازل الزكاة لعبد الله الغفيلي (ص: 51)

(50) موسوعة فقه القلوب للتويجري (3/ 2813)

(51) الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة (ص: 16)

(52) تحفة الأحوذي (8/ 266)

(53) فيض القدير للمناوي (5/ 504)

(54) رواه مسلم (1033)

(55) رواه الحاكم (1/ 111)  والبيهقي (10/ 191) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 370)

(56) رواه البخاري (481) ومسلم (2585)

(57) نوازل الزكاة (ص: 54)