آداب السفر و المواصلات

آداب السفر والمواصلات

مقدمة

أولا: تيسير الله للإنسان في السعي والتنقل

ثانيًا: هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر

ثالثا: آداب السفر

رابعًا: ظواهر سيئة في المواصلات وكيفية علاجها

خامسًا: تقديم الخدمات الدعوية في وسائل المواصلات

سادسًا: آداب المرأة المسلمة في وسائل المواصلات

مقدمة

لقد عُنى الإسلام بالمسلم في جميع مجالات حياته في دينه ودنياه وآخرته وفي صحته ومرضه وإقامته وسفره وفي غناه وفقره وفي عباداته ومعاملاته فبين له أحكام كل شيء وما له وما عليه فيها من عبادات ومعاملات وحقوق وواجبات لله ولعباده، ولما كان السفر مظنة المشقة وكان ديننا الإسلامي دين السماحة والسهولة واليسر أبيح للمسافر قصر الصلاة الرباعية والجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما والفطر في رمضان والمسح على الخفين والجوارب ثلاثة أيام بلياليها فلله الحمد والشكر والثناء على ذلك.

ولما كان كثير من الناس لا يعرفون أحكام العبادات وآداب المسافر في السفر فهذه نبذة مختصرة من آداب المسافر من حين أن يخرج من بيته إلى السفر إلى أن يرجع وما ينبغي له أن يقوله ويفعله في سفره فذكرت آداب السفر القولية والفعلية. (1)

وقفة قبل أن تسافر! !

إن للسفر فوائد كثيرة منها: الترويح عن النفس، التفكر في مخلوقات الله للعبرة، قضاء حوائج العباد، السير في الأرض.

فالسفر عند وضعه في الميزان الشرعي، لابد من ذكر أحكامه، وضوابطه، وبعض آدابه، وذكر بعض الوصايا للمسافر، و ذكر بعض محاذير السفر، وذكر بعض مميزاته.

أولا: تيسير الله للإنسان في السعي والتنقل

1ـ نعمة التكريم بحمل الإنسان في البر و البحر

قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا}. الإسراء(70)

قال الطبري: يقول تعالى ذكره (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) بتسليطنا إياهم على غيرهم من الخلق، وتسخيرنا سائر الخلق لهم (وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ) على ظهور الدوابّ والمراكب (و) في (البَحْرِ) في الفلك التي سخرناها لهم. (2)

فالْإِنْسَانَ فِي هَذَا الْعَالَمِ كَالرَّئِيسِ الْمَتْبُوعِ وَالْمَلِكِ الْمُطَاعِ

قال الإمام الفخر الرازي: وَهَذَا أَيْضًا مِنْ مُؤَكِّدَاتِ التَّكْرِيمِ الْمَذْكُورِ لِأَنَّهُ تَعَالَى سَخَّرَ هَذِهِ الدَّوَابَّ لَهُ حَتَّى يَرْكَبَهَا وَيَحْمِلَ عَلَيْهَا وَيَغْزُوَ وَيُقَاتِلَ وَيَذُبَّ عَنْ نَفْسِهِ، وَكَذَلِكَ تَسْخِيرُ اللَّهِ تَعَالَى الْمِيَاهَ وَالسُّفُنَ وَغَيْرَهَا لِيَرْكَبَهَا وَيَنْقِلَ عَلَيْهَا وَيَتَكَسَّبَ بِهَا مِمَّا يَخْتَصُّ بِهِ ابْنُ آدَمَ، كُلُّ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْإِنْسَانَ فِي هَذَا الْعَالَمِ كَالرَّئِيسِ الْمَتْبُوعِ وَالْمَلِكِ الْمُطَاعِ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ فَهُوَ رَعِيَّتُهُ وَتَبَعٌ لَهُ. (3)

2ـ تنوع وسائل التنقل وتطور وسائل الراحة فيها

3ـ الشكر على رحمة الله بأن قرب لنا المسافات من بعد ما كان الجهد يصيب الناس في السفر

وقال تعالى {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } [النحل: 7]. يقول: وتحمل هذه الأنعام أثقالكم إلى بلد آخر لم تكونوا بالغيه إلا بجهد من أنفسكم شديد، ومشقة عظيمة. (4)

4. تقريب المسافات بين البلاد سواء هذا التقريب بسبب سرعة وسائل المواصلات، أو بسبب آخر فقد ذكر الله تعالى قومًا لم يشكروه على هذه النعمة فقال عنهم فقال {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سبأ: 19].

قال الطبري: فتأويل الكلام: فقالوا: يا ربنا باعدْ بين أسفارنا؛ فاجعل بيننا وبين الشأم فلوات ومفاوز، لنركب فيها الرواحل، ونتزود معنا فيها الأزواد، وهذا من الدلالة على بطر القوم نعمة الله عليهم وإحسانه إليهم، وجهلهم بمقدار العافية، ولقد عجل لهم ربهم الإجابة. (5)

إن السفر في الإسلام لا بأس به، بل قد يكون مطلوباً لأغراض شرعية(6).

يقول الثعالبي -رحمه الله- من فضائل السفر أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار، وبدائع الأقطار، ومحاسن الآثار، ما يزيده علماً بقدرة الله تعالى، ويدعوه شكراً على نعمه

وقد قيل:

لا يصلح النفس إذ كانت مدبرة           إلا التنقل من حال إلى حال

إني رأيت وقوف الماء يفسده             إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب

والأُسد لولا فراق الغاب ما افترست               والسهم لولا فراق القوس لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلك دائمة                لملها الناس من عجم ومن عرب

5ـ على المسلم سواء كان حاكما أو محكوما بتمهيد الطرق للسير وإماطة الأذى عنها

هديه -صلى الله عليه وسلم- في سفره وعباداته فيه(7)

كانت أسفاره -صلى الله عليه وسلم- دائرة بين أربعة أسفار: سفر لهجرته، وسفر للجهاد، وهو أكثرها، وسفر للعمرة وسفر للحج.

وكان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه (8) ولما حج سافر بهن جميعا، وكان إذا سافر، خرج من أول النهار، وكان يستحب الخروج يوم الخميس (9) ودعا الله أن يبارك لأمته في بكورها (10) وكان إذا بعث سرية أو جيشا، بعثهم من أول النهار، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم (11) ونهى أن يسافر الرجل وحده (12) وأخبر أن الراكب شيطان، والراكبين شيطانان، والثلاثة ركب (13)، وذكر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر: "اللهم إليك توجهت، وبك اعتصمت، اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم له، اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت"(14) وكان إذا قدمت له دابته ليركبها يقول "باسم الله" حين يضع رجله في الركاب، فإذا استوى على ظهرها قال: "الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون"، ثم يقول: "الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله" ثم يقول: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر" ثم يقول: "سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"(15) وكان يقول: "اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنَّا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في الأهل والمال" وإذا رجع قالهن، وزاد "آيبون تائبون، عابدون لربنا حامدون"(16) وكان هو وأصحابه إذا علو الثنايا كبروا، وإذا هبطوا الأودية سبحوا (17).

وكان إذا أشرف على قرية يريد دخولها يقول: "اللهم رب السموات السبع، وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها"(18).

وكان يقصر الرباعية(19) وقال أمية بن خالد، إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن، ولا نجد صلاة السفر فقال له ابن عمر: يا أخي إن الله بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- ولا نعلم شيئا وإنما نفعل كما رأينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- يفعل(20).

وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- الاقتصار على الفرض، ولم يحفظ عنه أنه صلى السنة قبلها ولا بعدها إلا سنة الفجر والوتر، ولكن لم يمنع من التطوع قبلها ولا بعدها فهو كالتطوع المطلق لا أنه سنة راتبة للصلاة، وثبت عنه أنه صلى يوم الفتح ثمان ركعات ضحى.

وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- صلاة التطوع على راحلته أين توجهت به(21)وكان يومئ في ركوعه، وكان إذا أراد أن يرتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى العصر، فإن زالت قبل أن يرتحل صلى الظهر، ثم ركب، وكان إذا أعجله السير أخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء، ولم يكن من هديه الجمع راكبا ولا حال نزوله وإنما كان يجمع إذا جد به السير(22).

آداب السفر

الآداب العامة:

قال أحمد الفاسي: وقد ألف الناس في آداب السفر وأكثروا وطولوا واقتصروا ومدار ذلك على أن المسافر تتعين عليه خمسة أشياء:

أولها: النظر في حكم سفره بأن كان مباحا أو مندوبا أو واجبا قدم عليه وإلا فلا.

الثاني: أن يستخير الله تعالى ويستشير فيه أهل المعرفة به ما لم يكن واجبا عينا في الحال فلا استخارة ولا استشارة.

الثالث: أن يتعلم ما يلزمه في سفره من أحكام التيمم والقبلة والجمع والقصر ونحو ذلك.

الرابع: أن يتخير صديقا صالحا لرفقته إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه ويعزم على إسعافه واتباعه.

والخامس: أن يستعمل الآداب المروية فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلماء الأمة.

 1-  أن لا يخرج من بيته حتى لا يبقى عليه حق يمكنه أداؤه من دين أو نفقة أو رد مظلمة أو غير ذلك إذ لعله لا يرجع ويوصي فيما بلا بد له منه ويترك لأهله كفايتهم قدر سعته وإلا فلهم من لا تضيع ودائعه فيستودع الله صغيرهم وكبيرهم بعزم صحيح وقلب صادق عالما أنه راحم بهم(23)

ضوابط السفر(24):

أن يكون السفر في حدود بلاد الإسلام المحافظة، أما أن يكون إلى بقاعٍ موضوعة، ومستنقعاتٍ محمومة، وأماكن مشبوهة فلا، ما لم يكن ثَم ضرورة، مع المحافظة على شعائر الإسلام، لاسيما الصلاة.

استحباب طلب الرفقة

1- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لو أن الناس يعلمون من الوحدة (25) ما أعلم ما سار راكب بليل وحده" (26).

2- وعن عمر بن شعيب، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنهم-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب". (27)

3- وعن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم"(28).

4- وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول قال: "خير الصحابة(29) أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة". (30)

الرفق بالدابة أو وسيلة المواصلات المُستخدمة

وذلك بمعرفة آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب السرى والرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها وجواز الإرداف على الدابة إذا كانت تطيق ذلك وأمر من قصر في حقها بالقيام بحقها.

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا سافرتم في الخصب(31) فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في الجدب، فأسرعوا عليها السير، وبادروا بها نقيها، وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب، ومأوى الهوام بالليل". (32)

ومعنى "أعطوا الإبل حظها من الأرض" أي: أرفقوا بها في السير لترعى في حال سيرها وقوله: نقيها هو بكسر النون وإسكان القاف، وبالياء المثناة من تحت وهو المخ معناه: أسرعوا بها حتى تصلوا المقصد قبل أن يذهب مخها من ضنك السير، والتعريس: النزول في الليل.

فتفقد المركبة، والأخذ بوسائل السلامة والأمان، وعدم تجاوز السرعة النظامية، فإن في الحوادث -لاسيما حوادث السيارات- لعبراً عليكم بأداء حق الطريق، والمحافظة على البيئة، واجعلوا سفركم دراسة في سفر الحياة، وقراءة وتدبراً في دفتر الكون. (33)

2- وعن أبي قتادة، رضي الله عنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان في سفر، فعرس بليل اضطجع على يمينه، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه، رواه مسلم(34).

قال العلماء: إنما نصب ذراعه لئلا يستغرق في النوم، فتفوت صلاة الصبح عن وقتها أو عن أول وقتها.

3- وعن سهل بن عمرو، وقيل سهل بن الربيع بن عمرو الأنصاري المعروف بابن الحنظلية، وهو من أهل بيعة الرضوان، -رضي الله عنه-: قال مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال: "اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة(35) فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة". (36)

4- وعن أبي جعفر عبد الله بن جعفر-رضي الله عنه- قال: "أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم خلفه، وأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجته هدف أو حائش نحل، يعني: حائط نحل". (37)، (38).

5- وعن أنس -رضي الله عنه- قال: " كنا إذا نزلنا منزلا، لا نسبح حتى نحل الرحال". (39)

من آداب استخدام وسائل المواصلات: إعانة الرفيق

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". (40)

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بينما نحن في سفر إذ جاء رجل على راحلة له، فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من كان معه فضل ظهر (41) فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد، فليعد به على من لا زاد له" فذكر من أصناف المال ما ذكره، حتى رأينا، أنه لا حق لأحد منا في فضل. (42)

وعن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "أنه أراد أن يغزو فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال، ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين، أو الثلاثة، فما لأحدنا من ظهر يحمله إلا عقبة كعقبة يعني أحدهم، قال: فضممت إلي اثنين أو ثلاثة ما لي إلا عقبة (43) كعقبة أحدهم من جملي (44).

وعنه قال: " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخلف في المسير فيزجي(45) الضعيف ويردف ويدعو له" (46).

من الآداب أيضًا استحباب الدعاء في السفر لييسر الله لك أمرك

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن(47) دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده". (48)

من الآداب الخروج في الأوقات المباركة إن أمكن لتقليل المشقة التي يواجهها المسافر في المواصلات

عن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "عليكم بالدلجة، فإن الأرض تطوى بالليل". (49)

"الدلجة" السير في الليل.

وعن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- قال "كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب(50) والأودية: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان" فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض". (51)

ظواهر سيئة في المواصلات وكيفية علاجها

1- انتشار سماع الأغاني

قال ابن رجب: واعلمْ أن سماعَ الأغانِي يضادُ سماعَ القرآنِ، مِنْ كلِّ وجهٍ، فإنّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ، ووحيُهُ ونوُرهُ، الذي أحيا اللَّهُ به القُلوبَ الميتةَ، وأخرجَ العبادَ به من الظلماتِ إلى النّورِ، والأغاني وآلاتُها مزاميرُ الشيطانِ، فإنَّ الشيطانَ قرآنهُ الشعرُ، ومؤذِّنُه المزمارُ، ومصائِدُه النّساءُ.

والقرآن تُذكر فيه أسماء الله وصفاته وأفعاله، وقدرته وعظمته، وكبرياؤه وجلاله، ووعده ووعيده.

والأغاني إِنَّمَا يذكر فيها صفات الخمر والصور المحرمة، الجميلة ظاهرها؛ المستقذر باطنها، التي كانت تُرابًا، وتعُود ترابًا.

فمن نزل صفاتها عَلَى صفات من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فقد شبَّه، ومرق من الإسلام كما يمرُق السهمُ من الرمية.

وقد رُئي بعض مشايخ القوم في النوم بعد موته، فسُئل عن حاله فَقَالَ: أوقفني بين يديه، ووبخني وقال: كنت تسمع وتقيسُني بسُعدى ولُبنى. وقد ذكر هذا المنام أبو طالب المكي في كتاب "قوت القلوب".

وإن ذُكر في شيء من الأغاني التوحيد، فغالبه من يسوق ظاهره إلي الإلحاد: من الحلول والاتحاد، وإن ذُكر شيء من الإيمان والمحبة أو توابع ذلك، فإنما يعبر عنه بأسماء قبيحة، كالخمر وأوعيته ومواطنه وآثاره، ويذكر فيه الوصل والهجر، والصدود والتجنِّي، فيطرب بذلك السامعون، وكأنهم يشيرون إِلَى أن الله تعالى يفعل مع عباده المحبين له المتقربين إِلَيْهِ كما يذكرونه، فيبعد ممن يتقرب إِلَيْهِ، ويصد عمن يحبه ويطيعه ويعرض عمن يُقبل عليه.

وهذا جهل عظيم، وغاية ما تحرك هذه الأغاني ما سكن في النفوس من المحبة، فتتحرك القلوب إِلَى محبوباتها -كائنة ما كانت- من مباح ومحرم، وحق وباطل. (52)

2ـ انتشار السرقة في وسائل المواصلات

1ـ إذا كان السفر في أماكن تخشى مكروها فيها فعليك أن تدعو بهذا الدعاء

عن خولة بنت حكيم -رضي الله عنهما- قالت: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك". (53)

تقديم الخدمات الدعوية في وسائل المواصلات

1-  المطويات:

    المطويات هي سهلة العبارة ومختصرة على من لا يقدر على مطالعة الكتب الكبيرة الحجم، ولكن مع الحرص أن تكون هذه المطويات خالية من الاختلافات والتعقيدات، وقبل إعطائها احرص على التشويق لقراءتها. هذا وينبغي الاهتمام بمتابعة سجل الأشرطة والمطويات التي يتم توزيعها تفاديًا للتكرار.

2- الملصقات الدعوية:

هي وسيلة مهمة من وسائل الدعوة، وتكون هذه الوسيلة متيسرة أكثر للدعاة الذين يمارسون مهنة التعليم، ولا بد من الحرص على الإخراج الفني والموضعي الجيد للمجلة: الإطار والمكان المناسب، الخط المتناسق الواضح، الألوان المناسبة، تنويع الأبواب مع التبسيط، وتخصيص باب للمسابقة الرمضانية يخصص لها جوائز قيمة يتم تقديمها خلال أمسية في آخر شهر رمضان أو في أيام العيد. (54)

3-كروت التهنئة وكروت دعوية صغيرة الحجم:

     ويتمّ تصميم الكروت بإتقان، وتكون جميلة الإخراج، ويكتب فيها عبارات دعوية شيقة بمعاني وتعبيرات سلسة، وهذه تصمّم عند المطابع المختصة بإنتاج كروت التهاني والأفراح، وتكون على شكل مجموعات، فواحدة عن التدخين، وأخري عن الغناء، وثالثة عن عقيدة الولاء والبراء، ورابعة عن الربا وهكذا، ويحمل الداعية معه مجموعة متنوعة في جيبه، ومن ثم يقدمها كرسالة أنيقة لمن يراه واقعاً في واحدة من المخالفات الشرعية أو لديه جهل بالعقيدة الصحيحة. وأيضا الاهتمام بالمناسبات الدينية كبداية رمضان، وقبيل العيد، مع الحرص على جودتها من حيث الشكل والألوان، والعبارات المكتوبة، وكذلك الحرص على أن تكون موجّهة لأصحابها بصفة شخصيّة، فكروت التهنئة والأفراح تدخل السرور على نفوس الناس وتشعرهم بأهميتهم وأهمية الكروت، ومن آثارها أن يزول ما بين النفوس من جفاءٍ ووحشةٍ، وبها ترق القلوب، وتصفو النفوس، وتزداد المودَّة والألفة، ويعمّق الحب، وتوثق الروابط، وبالتالي يكسب أنصاراً جدد للدعوة الإسلامية. (55)

قال القرطبي: "الهدية مندوب إليها، وهي ممّا تورث المودة وتذهب العداوة. وقال: "ومن فضل الهدية مع اتباع السنّة أنها تزيل حزازات النفوس وتكسب المُهدي والمُهدَى إليه رنة في اللقاء والجلوس". (56)

5- شعارات دعوية:

ويمكن توفير هذه البرامج بالاتفاق مع تجار المواد المكتبية الذين يستوردونها أو يصنعونها، حيث تتم طباعة برامج تربوية، وشعارات دعوية، أو أقوال مأثورة ومؤثرة على الدفاتر وعلب الألوان، وعلب الهندسة، والأقلام والميداليات، وحافظات أقلام ونحوها. ومن ثمّ إهداؤها إلى الآخرين، بعد طباعة أسمائهم عليها إن أمكن، ووضعها ضمن مظروف فيه كتيبات وأشرطة وغيرها، ولعل هذا الأسلوب مؤثر فعلاً على الطلاب والطالبات.

ومن ذلك تصميم دليل هاتف جيب، وتعبئة الصفحات الأول منه بمجموعة من الحكم والنصائح والمواعظ، وأمّا بقية الصفحات المرتبة هجائيًا فيوضع في رأس كل صفحة حديثاً شريفاً قليل الكلمات يتضمن موعظة أو حكما شرعيا، أو كتابة بيتاً شعرياً مؤثراً ومفيداً من أشعار الزهد والحكمة والحكم وغيرها، ويكون هناك تناسق في ترتيب الأحرف بين أوائل الأبيات والصفحات. (57)

ثانيًا: الوسائل السمعية:

1- توزيع الأشرطة والأقراص

الشريط الإسلامي أو القرص المدمج في عصر التكنولوجيا سلاح من أمضى أسلحة الدعوة في العصر الحاضر، وقد أثبتت التجارب أنه كم من شاب وشابة كان سبب هدايتهما شريطًا سمعه. لكن احذر أن تعطي لغيرك مادة أنت لا تعلم محتواها، فهذا قد يكون له انعكاسات سلبية خطيرة لا مجال للتحدث عنها هنا.

ويمكن تخصيص بعض فئات المجتمع عند توزيع الأشرطة والكتيبات، أمثال: -

1- سائقو سيارات الأجرة فهؤلاء بحاجة ماسة جدّاً إلى الملاحظة والمتابعة، لأسباب متعددة منها

إن كثرة التردد على هذه الطرقات يورث الملل والقلق، لذا تجد أنهم يبحثون عن أي وسيلة مهما كانت تطرد عنهم هذا الملل.

إن الغالبية العظمى منهم يعيشون تحت مستوى الفقر.

إن فسادهم له أثر على غيرهم بشكل بيّن، حيث يكونون عوامل مساعدة في نقل وتهريب وبيع وترويج وسائل الدمار المتنوعة. أو إشاعة الغناء، والمواد والبرامج السمعية المفسدة للدين والأخلاق لذا فإن إهداء أحدهم شريطًا أو مجموعة من الأشرطة سيكون له أثر ليس باليسير عليهم، بل إنّهم يفرحون جدًّا بما تقدم إليهم ويطلبون منك المزيد.

2- الاستفادة من تجمعات النساء والرجال واستغلال العادات والتقاليد الموروثة لدى بعض الأسر واستثمارها في المجال الدعوي، نحو ما ينتشر بين النساء خاصة من قيامهن بزيارة المرأة التي رزقت بمولود، أو المتزوجة حديثًا، أو القادمة من سفر بعيد وغير ذلك، وتقديم هدية المرأة، فحبذا لو ضَمَّنْتَ الهدية المادية مجموعة من الأشرطة، والكتيبات، والنشرات الدعوية وغيرها. (58)

3-الأناشيد:

سابعا: القافلة الدعوية

القافلة الدعوية عبارة عن سيارة صغيرة تحمل طابعاً متميزاً في شكلها ومضمونها، حيث تقوم القافلة بزيارة أماكن تجمَع الناس في المراكز، والأندية، والأسواق التجارية، أي الوصول إلى كثير من فئات المجتمع التي تظهر حاجتهم إلى الاستفادة من البرامج الدعوية، حيث تتوقف القافلة حيث تجمعات الناس، ومن ثم يتحدث الدعاة مع الناس، ويطرحون عليهم الأسئلة الثقافية والمسابقات المتنوعة ذات الطابع الدعوي، ويقدمون لهم الهدايا والجوائز الفورية القيمة. (59) إن الوصول إلى عامة الناس حيث يوجدون، ومن ثم إشاعة الخير بينهم ودعوتهم للإسلام بالكلمة الطيبة والسلوك الحسن يعني قوة التأثير فيهم بطريق غير مباشر.

ثامناً: استخدام شاشات عرض بالمواصلات

آداب المرأة المسلمة في وسائل المواصلات

1ـ تخيير الأوقات التي لا تكون المواصلات مزدحمة

2ـ الرفقة الطيبة ووجود محرم

تحريم سفر المرأة وحدها

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها". (60)

2- وعن ابن عباس -رضي الله عنه-أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المراة إلا مع ذي محرم" فقال له رجل: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزة كذا وكذا؟ قال: "انطلق فحج مع امرأتك". (61)

تحريم أخذ الزينات والمعطرات:

بل لقد وصل الحال ببعضهن أن تنزع جلباب حيائها قبل أن تغادر أرض بلادها، ولا حول ولا قوة إلا بالله! فيا من أخفيت نواياك في سفرك عن البشر! ويا من قصدت مكاناً لا تقع فيه تحت عينٍ ونظر! ألا تخشى سطوة رب البشر، وأنت تبارزه بالقبائح، وتعامله بالفضائح؟ (62)

وصايا للمسافر

1- أخي احرص على أن يكون مالك وزادك حلالا وأطب مطعمك تجب دعوتك.

2- اذكر الله في كل حين وفي سفرك خصوصا لتنال الحسنات واطمئنان القلب أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ [الرعد: 28].

3- أكثر من الدعاء بالمغفرة والرحمة لك ولإخوانك المسلمين واسأل الله تحقيق وتسهيل ما تريده من أمور الدنيا والآخرة فإن دعوة المسافر مستجابة إذا كان رزقه حلالا.

4- احرص على الاستفادة من الوقت بما ينفع من استماع القرآن وأشرطة المحاضرات المفيدة والكلام الطيب النافع.

5- احرص على مصاحبة الصالحين في سفرك فهم خير رفيق ومعين بل وصاحبهم في أوقات حياتك كلها، فالمرء معتبر بقرينه وسوف يكون على دين خليله.

6- إذا سافرت على سيارتك فلا تعجل ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

7- لا بأس بتقطيع أوقات السفر بكلام مباح وشعر جيد فهي مما يروح عن النفس ويخفف متاعب السفر.

---

(1) تذكير البشر بأحكام السفر عبد الله بن جار الله آل جار الله (ص: 1).

(2) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (17/ 501)

(3) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (21/ 375).

(4) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (17/ 170).

(5) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (20/ 389).

(6) دروس للشيخ عبد الرحمن السديس (61/ 4)

(7) زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم (1/462) والمختصر للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص60).

(8) فأيتهن خرج سهمها سافر بها معه.

(9) أخرجه البخاري (6/80) في الجهاد.

(10) حديث صحيح أخرجه الدارمي (2/214) وأبو داود (2606) والترمذي (1212) وغيرهم.

(11) أخرجه أبو داود (2608) (2609) وسنده حسن.

(12) روى البخاري (6/92) والترمذي (1673)عن ابن عمر: "لو أن الناس يعلمون ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده».

(13) رواه مالك في الموطأ (2/978) والترمذي (1674) وإسناده حسن وصححه ابن خزيمة والحاكم.

(14) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص185) وفي سنده عمرو بن مساور وهو ضعيف.

(15) رواه الترمذي (3443) في الدعوات وأبو داود (2380، 2381) والحاكم (2/98).

(16) رواه مسلم (1342) وغيره.

(17) خرج هذه الجملة أبو داود (2599).

(18) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (197) وابن حبان (2377) والحاكم (2/100) وسنده حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

(19) فيصليها ركعتين من حين يخرج مسافرا إلى أن يرجع إلى المدينة.

(20) رواه البيهقي في السنن (3/136) وإسناده حسن.

(21) رواه البخاري ومسلم.

(22) انظر زاد المعاد لابن القيم بتحقيق الأرنوؤط (1/481).

(23)  شرح العلامة أحمد بن محمد البرنسي الفاسي المعروف بزروق المتوفى سنة 899 هـ

على متن الرسالة للإمام أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني(1/482)

(24) دروس للشيخ عبد الرحمن السديس (61/ 5، بترقيم الشاملة آليا)

(25) الوحدة بفتح الواو وسكون الحاء المهملة أي: الانفراد في السفر.

(26) البخاري (6/96) وفيه لو يعلم الناس ما في الوحدة وأخرجه الترمذي (1673).

(27) أبو داود (2607) والترمذي (1674) وهو في الموطأ (2/978)، وسنده حسن.

(28) أبو داود (2608) وسنده حسن، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود أيضًا برقم (2609) وسنده حسن.

(29) خير الصحابة: أي الأصحاب: والسرايا: جمع سرية وهي القطعة من الجيش تخرج منه تغير وترجع إليه.

(30) أبو داود (2611) والترمذي (1555) وأخرجه أحمد (1/294) وصححه ابن حبان (1663) والحاكم (1/443) ووافقه الذهبي.

(31) الخصب بكسر الخاء المعجمة وسكون الصاد المهملة خلاف الجدب.

(32) مسلم (1926) وأخرجه أبو داود (2569) والترمذي (2862).

(33) دروس للشيخ عبد الرحمن السديس (61/ 6، )

(34) مسلم (683).

(35) المعجمة والعجماء بمعنى أي التي لا تتكلم.

(36) أبو داود (2548) وسنده صحيح كما قال المصنف رحمه الله.

(37) ما استتر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي: من الأعين عند قضاء حاجة الإنسان.

(38) مسلم (432) و(2429) وأبو داود (2549) وأخرجه أحمد (1/204) وإسناده صحيح وصححه الحاكم (2/99، 100).

(39) أبو داود (2551) وسنده حسن.

(40) رواه مسلم (2699).

(41) الظهر: ما يركب.

(42) مسلم (1728) وأخرجه أبو داود (1663).

(43) عقبة بضم فسكون: ركوب مركب واحد بالنوب، يتعاقب عليه الرجلان أو الثلاثة أو الأكثر، ولكل واحد نوبة.

(44) أبو داود (2534).

(45) فيزجى بالزاي والجيم أي: يسوق.

(46) أبو داود (2639) وإسناده صحيح.

(47) لا شك فيهن: أي في استجابتهن.

(48) أبو داود (1536)، والترمذي (1906)، وأخرجه ابن ماجه (3862) وابن حبان (2406) وأحمد بن حنبل (2/258) وفي سنده ضعف لكن له شاهد يتقوى به من حديث عقبة بن عامر الجهني عند أحمد بن حنبل (4/154) بلفظ: ثلاثة تستجاب دعوتهم: الوالد والمسافر والمظلوم.

(49) أبو داود (2571) وأخرجه الحاكم (2/114) (1/445) وأبو نعيم في الحلية (9/250) وهو حسن.

(50) الشعاب بكسر الشين: جمع شعب بالكسر وهو الطريق في الجبل، والأودية جمع واد، وهو كل منفرج بين جبال أو آكام يكون منفذا للسير.

(51) أبو داود (2628) وأخرجه أحمد (4/193) ورجاله ثقات.

(52) مجموع رسائل ابن رجب (2/ 471)

(53) مسلم (2708).

(54)- طرق ووسائل الدعوة إلى الله في أماكن العمل: موقع صيد الفوائد على شبكة المعلومات الدولية(www. saaid. net). 121 وسيلة دعوية: إعداد الفريق العلمي لجناح الوسائل المتميزة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، موقع صيد الفوائد على شبكة المعلومات الدولية (www. saaid. net). دليـل الفرص والوسائل الدعوية: جمع وإعداد خالد بن محمد الدبيخي، موقع منابر الدعوة بإشراف الشيخ حامد عبد الله العلي على شبكة المعلومات الدولية(www. dawah. ws).

(55)- 92 وسيلة دعوية: الشيخ إبراهيم بن عثمان الفارس: ص 14، موقع صيد الفوائد على(www. saaid. net) (الإنترنت). وانظر موقع منابر الدعوة بإشراف الشيخ حامد عبد الله العلي. 

(56)- تفسير القرطبي: 13/132

(57)- 92 وسيلة دعوية: مصدر سابق، ص 20.

(58)- 92 وسيلة دعوية: مصدر سابق، ص 20-21.

(59) انظر موقع قافلة الخير على شبكة المعلومات الدولية(http: //www. islamic-ef. org/arabic).

(60) البخاري (2/468) ومسلم (1339) وأخرجه أبو داود (1726) والترمذي (1170).

(61) رياض الصالحين من أحاديث سيد المرسلين بتحقيق شعيب الأرنؤوط (ص 407-418).

(62) دروس للشيخ عبد الرحمن السديس (61/ 7، )

وقد ذكر الفقهاء في آداب السفر أن المسافر إذا انفلتت دابته بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله احبسوا، وإذا أضل شيئاً أو أراد عوناً فليقل: يا عباد الله أعينوني أو أغيثوني فإن لله عباداً لا نراهم، واستدل الفقهاء على ذلك بما رواه ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا، فإن لله عباداً يجيبونه" ففيه نداء وطلب نفع.

أقول: هذا الحديث ضعيف، قال في مجمع الزوائد: وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا، يا عباد الله احبسوا، فإن لله حاضراً في الأرض ليحسبه". رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف اهـ. قال الذهبي في الميزان: معروف بن حسان أبو معاذ السمرقندي عن عمر بن ذر، قال ابن عدي: منكر الحديث، قد روى عن عمر بن ذر نسخة طويلة كلها غير محفوظة