كيف نشارك حجاج بيت الله  في الأعمال والأجور؟

(رسالة لمن فاته الحج)

رسالة لمن فاته الحج

الحمد لله الذي فضَّل هذه الأمة  على غيرها من الأمم  وفتح لها على يدي نبيها نبي الرحمة أبواب الفضائل الجمة، فما من عمل عظيم يقوم به قوم ويعدز عنه آخرون إلا وقد جعل الله عملا يقاومه أو يفضل عليه فتتساوى الأمة كلها في القدرة عليه، فلما كان الحج من أفضل الأعمال والنفوس تتوق إليه لِما وضعَ اللهُ في القلوب من الحنين إلى ذلك البيت المعظم، وكان كثير من الناس يعجز عنه ولاسيما كل عام؛ شرع الله أعمالا يبلغ أجرها أجر الحج ليشفي بذلك صدور العاجزين عن الحج.

ولما كان الجهاد أفضل الأعمال ولا قدرةَ لكثير من الناس عليه كان العمل في عشر ذي الحجة يفضل عليه، إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع منهما بشيء. (1)

قال شيخُ الإسلام -رحمه الله-: واستيعابُ عشر ذي الحجة بالعبادة ليلًا ونهارًا أفضلُ مِن جهادٍ لم يذهبْ فيه نفسُه ومالُه، والعبادةُ في غيره تعدِلُ الجهادَ للأخبارِ الصحيحةِ المشهورةِ. (2)

 وإليك الأدلة الواضحة في ذلك، عن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ )). يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (( وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )). (3)

عزاء مَنْ عَجَز عن الحج

قال ابن رجب -رحمه الله-: اعلم أن من عجز عن عملِ خيرٍ وتأسَّف عليه وتمنى حصوله كان شريكا لفاعله في الأجر. (4)

المتخلف لعذر شريك للسائر  في الأجر    فإذا صدقت النيّات من العباد، وحالت دون القيام بالعمل المراد الحوائل. فإن صاحب النية يعدّ في عداد العاملين. (5)  لما رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك  فَدَنَا مِنَ المَدِينَةِ قَالَ لأصحابه: ( إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ )، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: ( وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ ). (6)  وفي رواية لمسلم ( إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ )

أيها المسلم: سير القلوب أبلغ من سير الأبدان، فكم من واصل إلي البيت ببدنه وقلبه منقطعٌ عن رب البيت، وكم من قاعدٍ علي فراشه في بيته وقلبه متصلٌ بالملأ الأعلى.

جسمي معي غير أن الروح عندكمُ           فالجسم في غربة والروح في وطنِ(7)

قال عمر بن عبد العزيز في حجةٍ حجها عند دفع الناس من عرفة ليس السابق اليوم

من سبق به بعيرُه إنما السابق من غفر له. (8)

قواعد عظيمة  ونافعة

القاعدة الأولى: فضل الله واسع وأبواب الخير كثيرة

فإذا أُغلِق باب من أبواب الخير أمام العبد، فدونه أبواب كثيرة مفتوحة على مصراعيها

وانظر كيف يكون استباق الخيرات والتنافس في علو الدرجات؛ تصدَّق بعض الأغنياء بمال كثير فبلغ ذلك طائفة من الصالحين فاجتمعوا في مكان وحسبوا ما تصدَّق به من الدراهم وصلوا بدلَ كل درهمٍ تصدق به لله ركعة!

كذاك الفخر يا همم الرجال. . . تعالي فانظري كيف التعالي(9)

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، فَقَالَ: ( وَمَا ذَاكَ؟ ) قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقَالَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ) قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولُ اللهِ قَالَ: ( تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً ). (10)

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه-، أن فقراء المهاجرين قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الأَغْنِيَاءُ بِالأَجْرِ، يَحُجُّونَ، وَلاَ نَحُجُّ، وَيُجَاهِدُونَ وَلاَ نُجَاهِدُ، وَكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ، جِئْتُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَجِيءُ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ: أَنْ تُكَبِّرُوا اللَّهَ أَرْبَعًا

وَثَلاَثِينَ، وَتُسَبِّحُوهُ ثَلاَثًا، وَثَلاَثِينَ وَتَحْمَدُوهُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ). (11)

القاعدة الثانية: يشترك  في فضيلة الزمان الحاج وغير الحاج. . . فانتبه

قال الحافظُ ابنُ رجب -رحمه الله-: لمَّا كان اللهُ سبحانه قد وضعَ في نفوسِ المؤمنين حنينًا إلى مشاهدةِ بيته الحرامِ، وليس كلُّ أحدٍ قادرًا على مشاهدتِه في كلِّ عامٍ، فرَضَ على المستطيعِ الحجَّ مرةً واحدةً في عُمرِه، وجعلَ موسمَ العشرِ مشتركًا بين السائرينَ والقاعدينَ، فمَن عجزَ عن الحجِّ في عامٍ، قَدَرَ في العشرِ على عملٍ يعملُه في بيتِه يكونُ أفضلَ مِن الجهادِ الذي هو أفضلُ مِن الحجِّ.

ليالي العشر أوقات الإجابة. . . فبادر رغبة تلحق ثوابه

ألا لا وقت للعمال فيه. . . ثواب الخير أقرب للإصابة

من أوقات الليالي العشر حقا. . . فشمر واطلبن فيها الإنابة(12)

فمن فضل الله على عباده أنه لم يحرم غيرَ المستطيع الذي حبَسَه العذرُ من مشاركة حُجَّاج بيته الحرام من الأجر والثَّواب ومشاركتهم في مَناسِكهم، فقد شرَع الله - عزَّ وجلَّ - لنا أعمالَ خيرٍ وبِرٍّ، وطاعةٍ وعبادة، خاصَّة في أيَّام الحجِّ؛ ففي نفس الوقت الذي يكون فيه الحاجُّ في مكَّة يؤدِّي المناسك تكون أنت في بلدك بعيدًا عن مكة بمئات أو آلاف الأميال، ومع هذا تُحصِّل من الأجرِ الكثيرَ والكثيرَ، لدرجةٍ تعلو فيها على المجاهد، إلاَّ أنْ تبذل النفس بكاملها والمال بكامله في سبيل الله، فهذه أعظَمُ عشرة أيَّام في العام كله، وهذه الأيَّام ليست للحجَّاج فقط، بل إنها لعموم الأمَّة؛ حتى يعيش المسلِمون مع إخوانهم الحجاج الجوَّ الإيماني الذي يَعِيشونه. (13)

إنها عشر ذي الحجة. . الأيام الفاضلة، التي عظّم الله شأنها ورفع مكانتها وأقسم بها في كتابه، فقال جل وعلا: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 1 - 2].

قال ابن كثير -رحمه الله-: وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. وهو الصحيح. (14)

فمع تَعظِيم أماكن الحج عظَّم الله زمانَ الحجِّ؛ ففضَّل أيَّام الحج على غيرها من الأيَّام حتى تتنزَّل الرحمةُ على الحاجِّ المستَطِيع، وكذلك على مَن حبَسَه العذرُ وصدَق في نيَّته فحجَّ بقلبِه.

القاعدة الثالثة: لا ينال الخيرات  إلا مَن تعرض إلى النفحات

قال ابن رجب: فالسعيدُ من اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والسَّاعاتِ، وتقرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها من وظائفِ الطَّاعاتِ، فعسى أن تصيبَهُ نفْحةٌ من تلكَ النَّفحاتِ، فيسعدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدَها من النَّارِ وما فيه من اللَّفَحَاتِ. . . . فيا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري أما آن لقلبك أن يستنير أو يلين تعرض لنفحات مولاك في هذا العشر فإن فيه لله نفحات يصيب بها من يشاء فمن أصابته سعد بها آخر الدهر. (15)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ).(16)

وله شاهد من حديث مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا).(17)

{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} و يا همم المؤمنين اسرعي فطوبى لمن أجاب فأصاب؛ وويل لمن طرد عن الباب وما دعي.

ليت شعري إن جئتهم يقبلوني. . . أم تراهم عن بابهم يصرفوني

أم تراني إذا وقفت لديهم. . . يأذنوا بالدخول أم يطردوني(18)

كيف نعيش مع حجاج بيت الله؟

فمَن حبَسَه العذرُ عن الذَّهاب إلى مكَّة لحجِّ بيت الله الحرام وهو صادِقٌ في نيَّته فليَعِش كما يَعِيش الحاجُّ، وليتمثَّل أخلاقَ الحجَّاج ومَشاعِرهم، وعلى الله الأجرُ والثَّواب، ولئن حُبِستَ هذا العام عن الحجِّ فارجِع إلى جِهاد نفسك لا يحبسنَّك عنه الشَّيطان، ولئن كان البيت الحرام بعيدًا عنك فاقصد ربَّ البيت الحرام؛ فهو أقرَبُ إليك من حبل الوَرِيد، وعِشْ مع الحجيج بقلبك وروحك في كلِّ منسكٍ من مناسك الحج

 فإذا ركب السائرون سفينة الذَّهاب إلى بيت الله الحرام فاركَبْ أنت سفينةَ الطاعة إلى جنَّة الفردوس، وكما أنَّ الحجَّاج لا يُضيِّعون وقتًا ولا يَصرِفونه إلاَّ في طاعةٍ، فكن مثلَهم في طاعةٍ دائمًا، وإذا كانوا يَخافُون من الله أنْ يعصوه في بلده الحرام فخَفْ من الله أنْ تعصيه في الشهر الحرام.

وإذا أحرَمَ الحجيج من المِيقات فليُحرِم قلبك عن كلِّ ما يُغضِب الله - تعالى - من حقدٍ وغلٍّ وكراهية، واخلَع مع الحجيج ثِياب المعصية والزُّور والبُهتان، وتحلَّ بلباس التقوى والإيمان؛ { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } [الأعراف: 26].

وإذا طافُوا حولَ الكَعبة هناك فليَعرُج قلبك وروحك لتَطُوف مع الملائكة الكِرام حولَ البيت المَعمُور في السَّماء مُستَعلِية على الدُّنيا وحَقارتها وسفاسف الأمور، وطُفْ أنت هنا معهم في مِحراب الصَّلاة.

وإذا سعَوْا بين الصفا والمروة فاسعَ أنتَ هنا لقَضاء حَوائِج النَّاس؛ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: ( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا - وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ ). (19)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه-، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ( تُدْخِلُ عَلَى أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ سُرُورًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تُطْعِمُهُ خُبْزًا ). (20)

وإذا كانوا يُقبِّلونَ الحجرَ الأسودَ فقَبِّل يدَيْ والدَيْك وبرَّهما؛ فهما باب الجنَّة، وإذا كانُوا يشرَبُون ويغتَسِلون من زمزم فاغسِل خديكَ وطهِّر قلبك بدموع التوبة.

وحين يَقِفُ الحجيج على عرفات رافِعِين أكفَّ الضَّراعة إلى الله - عزَّ وجلَّ - فليَصعَد قلبُك إلى أبواب السَّماء، ويخر ساجدًّا لله سجدةَ انكسارٍ وفقرٍ وتذلُّلٍ لا يرفَع منها إلى يوم القِيامة، وقِفْ أنت هنا على حُدودِ الله، واجعَل بينك وبين المعصية حِجابًا. وحين يتَزاحَم الحجيج لرَمْي الجمرات، فليَرْمِ قلبُك كلَّ ما علق به من شَهوات الدُّنيا وملذَّاتها، وتطرد روحك كلَّ ما يُطارِدها من وَساوِس الشيطان.

وإذا قدَّمُوا الهديَ فقَدِّم الأُضحِيَة طيِّبةً بها نفسُك وبِعْ نفسَك لله؛ { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 111].(21)

كيف تشارك الحجاج في  الأعمال والأجور؟

هل تريد أنْ تحجَّ؟ هل تريد أنْ تُشارِك الحجيجَ في العمل والثواب؟

 أبشر يا مَنْ عجزت عن الحج فقد جعل الله لك إلى تحصيل الدرجات والتخلص من السيئات سبيلا، وإليك أعمالاً تُعادِل الحجَّ في الأجرِ والثواب، وبها تُشارِك الحجيج مشاعِرَهم وشعائِرَهم.

- إذا أردتَ أن تشارك الحجاج في مغفرة الذنوب: فدونك  الصوم أيام العشر

لماذا تُرِيد الحجَّ؟ لأنَّ الحجَّ يَغفِر الذنوب، أليس كذلك؟ فلك هذا وأنت في بيتك، فغَيْر الحاج يَغفِر الله له الذُّنوب بصَوْمِ يومٍ واحد في سبيل الله، وإليك حديثَ أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )). (22)

ويستحب صيام التسع الأول من ذي الحجة، لما في ذلك الأجر العظيم. والصيام من جملة الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذه العشر.

قال ابن رجب -رحمه الله-: وقد دلَّ حديثُ ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيءٍ منها. (23)

قال النووي -رحمه الله-: فَلَيْسَ فِي صَوْمِ هَذِهِ التِّسْعَةِ كَرَاهَةٌ بَلْ هِيَ مستحبة استحبابا شديدا لاسيما التَّاسِعُ مِنْهَا وَهُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ. (24)

- إذا أردت أن تشارك الحجاج في مباهاة الله بهم الملائكة: فدونك الجلوس في المساجد والانشغال بذكر الله

فكما أن الله تعالى يباهي بالحجيج الملائكة عشية عرفة فهو أيضا سبحانه يباهي بأهل ذكره وطاعته، عن عَائِشَة -رضي الله عنها-: إِنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).(25)

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلاَئِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ).(26) فهذا لأهل عرفة فماذا لغيرهم؟ استمع للبشريات العظيمات، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (( مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ )). (27)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ، قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: ( مَا أَجْلَسَكُمْ؟ ) قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: ( آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ ) قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: ( أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ ). (28)

وعن أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: ( لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ). (29)

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَغْرِبَ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُسْرِعًا، قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: (  أَبْشِرُوا، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ، يَقُولُ: يَا مَلاَئِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَدَّوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى ). (30)

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( مَنْ هَالَهُ اللَّيْلُ أَنْ يُكَابِدَهُ، أَوْ بَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، أَوْ جَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ جَبَلِ ذَهَبٍ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ). (31)

وللتكبير بالذات قيمةٌ عالية جدًّا في هذه الأيام، لحديث ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنها-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ )). (32)

وذكَر البخاري في باب فضل العمل في أيام التشريق: وقال ابن عباسٍ واذكُرُوا اللهَ في أيَّامٍ معلومات أيَّام العشر، والأيَّام المعدودات أيَّام التشريق، وكان ابنُ عمر وأبو هُرَيرة يَخرُجان إلى السوق في أيَّام العشر يُكبِّران، ويُكبِّر الناس بتَكبِيرهما، وكبَّر محمد بن عليٍّ خَلفَ النافِلَة. (33)

- وأما إذا أحببت أن تشاركهم في الوعد بالجنة: فدونك المحافظة على الصلوات فرضها ونفلها

ألَسنا نغبط الحجَّاج على وعْد الله لهم بالجنَّة؟ فعندما نسمع أو نقرأ حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ( العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ ).(34)  فلا داعي للحزن لأنّ الله تعالى فتح لك أبوابا تضاهي ما خضَّ به الحجيج، فبحضور الجماعات والمشي إلى التطوع يُكتب لك أجر عمرة، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (( مَنْ مَشَى إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ وَهُوَ مُتَطَهِّرٌ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُبْحَةِ الضُّحَى كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ  )). (35)

وصلاه الفجر  في جماعه والذكر حتى طلوع الشمس وصلاه ركعتين بعدها؛ يعدل ذلك حجة وعمرة تامة، عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ )). (36)

وكُلُّ ذهابٍ إلى المسجد وكلُّ إيَابٍ منه يُعَدُّ لك نُزُلك في الجنَّة، أرَأيتَ عظيمَ فضلِ الله علينا؟! والنُّزُل هو: ما يُعَدُّ للضَّيف من كرم الضِّيافة وأنت ضَيْفُ الله في بيته. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: ( مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ، أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا، كُلَّمَا غَدَا، أَوْ رَاحَ ). (37)

بل لك البُشرَي بفضلٍ عميمٍ؛ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ -رضي الله عنها-، أنها سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ ). (38)       وقد فسَّرَهم الترمذيُّ في حديثه عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ ). (39)

- أما إذا أحببت أن تشاركهم في قبول دعائهم: فدونك  تحري الدعاء أوقات الإجابة

فعندما تسمع حديث ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ، وَفْدُ اللَّهِ، دَعَاهُمْ، فَأَجَابُوهُ، وَسَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ )). (40)   تغبط الحجاج على هذا الفضل وتطلب منهم الدعاء عند كل مشعر من المشاعر وهذا شيء لا يُستنكر. . . . ولكن هل تخيلتَ وتفكرتَ يوما أن الله تبارك وتعالى، بجلاله وعظمته ينادي عليك كلَّ ليلة في الثلث الأخير ليعطيك سؤلك ويلبي حاجتك ويغفر لك ذنبك؟ هل تصدق ذلك؟ نعم استمع إلى الصادق الذي لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه-، عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (  يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ ). (41)  فعليك بالدعاء والتضرع وخاصة الأوقات التي يرجى فيها قبول الدعاء؛ وانتبه ليوم عرفة؛ وما أدراك ما يوم عرفة فهو يوم الدعاء والتضرع والتوجه إلى الله تعالى، تدبر معي هذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين الظهر والعصر يوم عرفة ليتفرغ للدعاء فيظل -صلى الله عليه وسلم- متوجها إلى القبلة من بعد الظهر إلى غروب الشمس ولسانه يلهج بالدعاء؛ وما ذلك إلا لفضيلة الدعاء في ذلك اليوم وقد جاء هذا صريحا كما في حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (( خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )). (42)

---

(1) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 249) بتصرف

(2) الفتاوى الكبرى (5/ 342)

(3) رواه البخاري (969) وأبو داود (2438) واللفظ له

(4) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 249)

(5) مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين (ص: 86)

(6) رواه البخاري (4423)من حديث أنس -رضي الله عنه-، ومسلم (1911) من حديث جابر -رضي الله عنه-.

(7) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 251)

(8) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 244)

(9) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 249) بتصرف

(10) رواه مسلم (595)

(11) رواه أحمد (6/ 446) وصححه محققو المسند

(12) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 272)

(13) عبدالوهاب عمارة / كيف نعيش أيام العشر

(14) تفسير ابن كثير (8/ 381)

(15) تفسير ابن رجب الحنبلي (1/ 532) ولطائف المعارف لابن رجب (ص: 274)

(16) رواه الطبراني (720) والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 407) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 511)

(17) رواه الطبراني في الأوسط (2856)

(18)  لطائف المعارف لابن رجب (ص: 163)

(19) رواه الطبراني (13646) وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ص: 47) وحسنه لغيره الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 575)

(20) رواه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال(ص: 112)  وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ص: 95) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 481)

(21) عبدالوهاب عمارة / كيف نعيش أيام العشر

(22) رواه مسلم (1162)  وصومه إنما شرع لغير الحاج.

(23) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 262)

(24) شرح النووي على مسلم (8/ 71)

(25) رواه مسلم (1348)

(26) رواه أحمد (2/ 224) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 381)

(27) رواه الطبراني في الكبير (7473) والحاكم في  المستدرك (1/ 169) وقال الألباني حسن صحيح. صحيح الترغيب والترهيب (1/ 145)

(28) رواه مسلم (2701)

(29) رواه مسلم (2700)

(30) رواه أحمد (2/ 187) وابن ماجه (801) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 265)

(31) رواه الطبراني (7800) وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (ص: 57) وصححه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 228)

(32) رواه أحمد (2/ 75) وصححه شعيب الأرنؤوط

(33) صحيح البخاري (2/ 20)

(34) رواه البخاري (1773) ومسلم (1349) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-

(35) رواه أحمد (5/ 268) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1116)

(36) رواه الترمذي (586) وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (7/ 1196)

(37) رواه البخاري (662) ومسلم (669).

(38) رواه مسلم (728)

(39) رواه الترمذي (415) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/ 365)

(40) رواه ابن ماجه (2893) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2/ 768)

(41) رواه البخاري (1145) ومسلم (758) واللفظ له

(42) رواه الترمذي (3585) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 621)