ملف العدد
الإسناد من خصائص أهل السنة والجماعة
الإسناد في اللغة
مصدر أَسْنَدَ. تقول: أَسْنَدَ في الجِبل: صَعِد فيه. والسَّنَدُ لغةً: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ. وَقِيلَ مَا قابَلكَ مِنَ الجَبَل وعَلاَ عَنِ السّفْح. (1) وهو كل مَا يُسْتَند إِلَيْهِ ويعتمد عَلَيْهِ من حَائِط وَغَيره. (2)
الإسناد في الاصطلاح:
قال ابن حجر -رحمه الله-: هو الطَّرِيقُ الْمُوَصِّلَةُ إِلَى الْمَتْنِ. وقال في مَوْضِعٍ آخَرَ: إِنَّهُ حِكَايَةُ طَرِيقِ الْمَتْنِ. (3) وقال بعضهم: سلسة الرجال الموصلة للمتن. وسُمِّي سنداً، لاعتماد الحفاظ عليه في الحكم على المتن بالصحة أو الضعف. (4)
الإسناد من خصائص الأمة الإسلامية
لابد أنْ نعرف أولاً أنَّ الإسناد من خصائص هذه الأمة، بخلاف غيرها من الأمم الأخرى كاليهود والنصارى وغيرهم من الأمم التي تتدين بكلام ليس له خطام ولا زمام، لذلك تجد التناقض الواضح في تلك الكتب التي بين أيديهم، لأنها من صنع البشر، أما هذه الأمة فقد فضّلها الله عز وجل وشرفها باتصال إسنادها في كتابها وسنة نبيها -صلى الله عليه وسلم- قال الله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]
عن أَبي بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ قال: بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ، خَصَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ، لَمْ يُعْطِهَا مَنْ قَبْلَهَا: الْإِسْنَادِ وَالْأَنْسَابِ وَالْإِعْرَابِ. (5)
وعن مُحَمَّد بْن حَاتِمِ بْنِ الْمُظَفَّرِ -رحمه الله- قال: إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ هَذِهِ الْأُمَّةَ وَشَرَّفَهَا وَفَضَّلَهَا بِالْإِسْنَادِ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ كُلِّهَا، قَدِيمِهِمْ وَحَدِيثِهِمْ، إِسْنَادٌ، وَإِنَّمَا هِيَ صُحُفٌ فِي أَيْدِيهِمْ، وَقَدْ خَلَطُوا بِكُتُبِهِمْ أَخْبَارَهُمْ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ تَمْيِيزٌ بَيْنَ مَا نَزَلَ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ مِمَّا جَاءَهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ، وَتَمْيِيزٌ بَيْنَ مَا أَلْحَقُوهُ بِكُتُبِهِمْ مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي أَخَذُوا عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ.
وَهَذِهِ الْأُمَّةُ إِنَّمَا تَنُصُّ الْحَدِيثَ مِنَ الثِّقَةِ الْمَعْرُوفِ فِي زَمَانِهِ، الْمَشْهُورِ بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ عَنْ مِثْلِهِ حَتَّى تَتَنَاهَى أَخْبَارُهُمْ، ثُمَّ يَبْحَثُونَ أَشَدَّ الْبَحْثِ حَتَّى يَعْرِفُوا الْأَحْفَظَ فَالْأَحْفَظَ، وَالْأَضْبَطَ، فَالْأَضْبَطَ، وَالْأَطْوَلَ مُجَالَسَةً لِمَنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ كَانَ أَقَلَّ مُجَالَسَةً.
ثُمَّ يَكْتُبُونَ الْحَدِيثَ مِنْ عِشْرِينَ وَجْهًا وَأَكْثَرَ حَتَّى يُهَذِّبُوهُ مِنَ الْغَلَطِ وَالزَّلَلِ، وَيَضْبِطُوا حُرُوفَهُ وَيَعَدُّوهُ عَدًّا.
فَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ. نَسْتَوْزِعُ اللَّهَ شُكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ. (6)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أُمَنَاءَ يَحْفَظُونَ آثَارَ الرَّسُولِ إِلَّا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ. (7)
وقال ابن حزم -رحمه الله-: مَا نَقله الثِّقَة عَن الثِّقَة كَذَلِك حَتَّى يبلغ إِلَى النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- يخبر كل وَاحِد مِنْهُم باسم الَّذِي أخبرهُ وَنسبه وَكلهمْ مَعْرُوف الْحَال وَالْعين وَالْعَدَالَة وَالزَّمَان وَالْمَكَان على أَن أَكثر مَا جَاءَ هَذَا الْمَجِيء فَإِنَّهُ مَنْقُول نقل الكواف إِمَّا إِلَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- من طرق جمَاعَة من الصَّحَابَة -رضي الله عنهم- وَإِمَّا إِلَى الصاحب وَإِمَّا إِلَى التَّابِع وَإِمَّا إِلَى أَمَام أَخذ عَن التَّابِع يعرف ذَلِك من كَانَ من أهل الْمعرفَة بِهَذَا الشَّأْن وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَهَذَا نقل خص الله تَعَالَى بِهِ المسملين دون سَائِر أهل الْملَل كلهَا. (8)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وَعِلْمُ الْإِسْنَادِ وَالرِّوَايَةِ مِمَّا خَصَّ اللَّهُ بِهِ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- وَجَعَلَهُ سُلَّمًا إلَى الدِّرَايَةِ. فَأَهْلُ الْكِتَابِ لَا إسْنَادَ لَهُمْ يَأْثُرُونَ بِهِ الْمَنْقُولَاتِ، وَهَكَذَا الْمُبْتَدِعُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَهْلُ الضَّلَالَاتِ، وَإِنَّمَا الْإِسْنَادُ لِمَنْ أَعْظَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْمِنَّةَ " أَهْلُ الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ، يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالسَّقِيمِ وَالْمُعْوَجِّ وَالْقَوِيمِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْكُفَّارِ إنَّمَا عِنْدَهُمْ مَنْقُولَاتٌ يَأْثُرُونَهَا بِغَيْرِ إسْنَادٍ، وَعَلَيْهَا مِنْ دِينِهِمْ الِاعْتِمَادُ، وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ فِيهَا الْحَقَّ مِنْ الْبَاطِلِ. (9)
متى بدأت المطالبة بالأسانيد
بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان الصحابة -رضي الله عنهم- يروي بعضهم عن بعض ما سمعوه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك من جاء بعدهم من التابعين كانوا يروون عن الصحابة، ولم يكونوا يتوقفون في قبول أي حديث يرويه صحابي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وظل الأمر على هذه الحال حتى وقعت الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وما تبع ذلك من انقسامات واختلافات، وظهور الفرق والمذاهب المبتدعة، فأخذ الدَّسُ على السنة يكثر شيئاً فشيئاً، وبدأ كل فريق يبحث عن ما يسوغ بدعته من نصوص ينسبها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعندها بدأ العلماء من الصحابة والتابعين يتحرون في نقل الأحاديث، ولا يقبلون منها إلا ما عرفوا طريقها واطمأنوا إلى ثقة رواتها وعدالتهم، وذلك عن طريق الإسناد. (10)، فقد روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عَنِ محمد بْنِ سِيرِينَ -رحمه الله-، قَالَ: لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الْإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، قَالُوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ، فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ، وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ. (11)
وابتدأ هذا التثبت والتحري منذ عهد صغار الصحابة الذين تأخرت وفاتهم عن زمن الفتنة، ففي مقدمة الإمام مسلم عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ، وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَأْذَنُ لِحَدِيثِهِ ( أي لا يستمع لحديث ) وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، مَالِي لَا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي، أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَا تَسْمَعُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ، وَالذَّلُولَ، لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ. (12)
ثم أخذ التابعون في المطالبة بالإسناد حين فشا الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول أَبو الْعَالِيَةِ: إِنْ كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ بِالْبَصْرَةِ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمْ نَرْضَ، حَتَّى رَكِبْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَسَمِعْنَاهَا مِنْ أَفْوَاهِهِمْ. (13)
بالإسناد ورواته وحملته حفظ الله لهذه الأمة دينها
من مارس أحوال الرواية وأخبار رواة السنة وأئمتها علم أن عناية الأئمة بحفظها وحراستها ونفي الباطل عنها والكشف عن دخائل الكذابين والمتهمين كانت أضعاف عناية الناس بأخبار دنياهم ومصالحها. (14)
عن إسماعيل بن إبراهيم قال: أخذ هارون الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه، فقال له الزنديق: لم تضرب عنقي يا أمير المؤمنين؟ قال: أريح العباد منك. قال: فأين أنت من ألف حديثٍ وضعتُها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلها ما فيها حرف نطق به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! قال: فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا.(15)
لَمَّا قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الْمَصْنُوعَةُ؟ قَالَ: تَعِيشُ لَهَا الْجَهَابِذَةُ، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الْحِجْرِ: 9]. (16) والذكر يتناول السنة بمعناه إن لم يتناولها بلفظه، بل يتناول العربية وكل ما يتوقف عليه معرفة الحق. (17)
قال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: ولو لم يكن الإسناد وطلب هذه الطائفة له لظهر في هذه الأمة من تبديل الدين ما ظهر في سائر الأمم، وذلك أنه لم يكن أمة لنبيٍّ قط حفظتْ عليه الدين عن التبديل ما حفظت هذه الأمة، حتى لا يتهيأ أن يزاد في سنة من سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألفٌ ولا واوٌ، كما لا يتهيأ زيادة مثله في القرآن، لحفظ هذه الطائفة السنن على المسلمين، وكثرة عنايتهم بأمر الدين، ولولاهم لقال من شاء ما شاء. (18)
وقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحاكم: فَلَوْلَا الْإِسْنَادُ وَطَلَبُ هَذِهِ الطَّائِفَةِ لَهُ وَكَثْرَةُ مُوَاظَبَتِهِمْ عَلَى حِفْظِهِ لَدَرَسَ مَنَارُ الْإِسْلَامِ، وَلَتَمَكَّنَ أَهْلُ الْإِلْحَادِ وَالْبِدَعِ فِيهِ بِوَضْعِ الْأَحَادِيثِ، وَقَلْبِ الْأَسَانِيدِ، فَإِنَّ الْأَخْبَارَ إِذَا تَعَرَّتْ عَنْ وُجُودِ الْأَسَانِيدِ فِيهَا كَانَتْ بُتْرًا. ثم ساق بإسناده إلى عُتْبَة بْن أَبِي حَكِيمٍ أَنَّهُ: كَانَ عِنْدَ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَعِنْدَهُ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ أَبِي فَرْوَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّ: قَاتَلَكَ اللَّهُ يَا ابْنَ أَبِي فَرْوَةَ مَا أَجْرَأَكَ عَلَى اللَّهِ لَا تُسْنِدُ حَدِيثَكَ؟ تُحَدِّثُنَا بِأَحَادِيثَ لَيْسَ لَهَا خُطُمٌ، وَلَا أَزِمَّةٌ. (19)
أهمية الإسناد عند أهل السنة
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ -رحمه الله-، قَالَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ. (20)
وقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أيضاً: مَثَلُ الَّذِي يَطْلُبُ أَمْرَ دِينِهِ بِلَا إِسْنَادٍ كَمَثَلِ الَّذِي يَرْتَقِي السَّطْحَ بِلَا سُلَّمٍ.(21)
وقال: الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ. (22)
قال الشَّافِعِيُّ -رحمه الله-: مَثَلُ الَّذِي يَطْلُبُ الْحَدِيثَ بِلَا إِسْنَادٍ كَمَثَلِ حَاطِبِ لَيْلٍ.
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: الْإِسْنَادُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِلَاحٌ فَبِأَيِ شَيْءٍ يُقَاتِلُ؟. (23)
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ -رحمه الله-: وَلِكَوْنِ الْإِسْنَادِ يُعْلَمُ بِهِ الحديث الْمَوْضُوعُ مَنْ غَيْرِهِ كَانَتْ مَعْرِفَتُهُ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَةِ. (24)
فأهل السنة والجماعة، الطائفة المنصورة الذين اختصهم الله لحفظ هذا الدين والذبِّ عن حياضه، حفظوا الأسانيد ونخلوها وبينوا صحيحها من سقيمها، لذلك فهم أهل الحديث والأثر.
فهذا إمام أهل السنة أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ، وَذَكَرَ، حَدِيثَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (( تَفْتَرِقُ الْأُمَّةُ عَلَى نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا فِرْقَةً )). ، فَقَالَ: إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ؟!. (25)
بخلاف غيرهم من أهل البدع والضلال الذين أدخلوا في الدين ما ليس منه، وكذبوا على الله ورسوله، وعلى رأس هذه الفرق، فرقة الرافضة الذين يتدينون بالكذب ن وحالهم لا يخفي على أحد من أهل البصيرة.
فمن أشهر أسانيد الشيعة، ما أخرجه الكليني في الكافي حيث قال: قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: عن عفير حمار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كلَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رسول الله، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ فَمَسَحَ عَلَى كَفَلِهِ ثُمَّ قَالَ: يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هَذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَخَاتَمُهُمْ. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذَلِكَ الْحِمَارَ. (26)
ثم انظر إلى الصوفية الذين تلقوا دينهم من الخيالات والمنامات، ويدَّعون أن قلوبهم تحدثهم عن ربهم، ويقولون عن أسانيدنا: إنها ميت عن ميت، وأسانيدهم: عن الحي الذي لا يموت، حدثني قلبي عن ربي وكأنها برقية، الخط الساخن مفتوح نتلقى عن الله مباشرة.
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: وكل من رام الحقيقة فِي غير الشريعة فمغرور مخدوع، وإن سمعوا أحدا يروي حديثا قالوا: مساكين أخذوا علمهم ميتا عَنْ ميت وأخذنا علمنا عَنِ الحي الذي لا يموت، فمن قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عَنْ جدي، قلت: حَدَّثَنِي قلبي عَنْ ربي. فهلكوا وأهلكوا بهذه الخرافات قلوب الأغمار. (27)
قال ابن عقيل -رحمه الله-: ومن قَالَ حَدَّثَنِي قلبي عَنْ ربي فقد صرَّح أنه غنيٌ عَنِ الرسول، ومن صرح بذلك فقد كفر، فهذه كلمة مدسوسة فِي الشريعة تحتها هذه الزندقة.(28)
قَالَ ابن القيم -رحمه الله-: وَأَمَّا مَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ الْخَيَالَاتِ وَالْجَهَالَاتِ: حَدَّثَنِي قَلْبِي عَنْ رَبِّي، فَصَحِيحٌ أَنَّ قَلْبَهُ حَدَّثَهُ، وَلَكِنْ عَمَّنْ؟ عَنْ شَيْطَانِهِ، أَوْ عَنْ رَبِّهِ؟.(29)
قال ابن القيم -رحمه الله-: وهؤلاء الجهال يرى أحدهم أدنى شيء فيحكم هواجسه وخواطره على الكتاب والسنة، ولا يلتفت إليهما، ويقول: حدثني قلبي عن ربى، ونحن أخذنا عن الحى الذى لا يموت، وأنتم أخذتم عن الوسائط، ونحن أخذنا بالحقائق، وأنتم اتبعتم الرسوم، وأمثال ذلك من الكلام الذى هو كفر وإلحاد، وغاية صاحبه أن يكون جاهلا يعذر بجهله، حتى قيل لبعض هؤلاء: ألا تذهب فتسمع الحديث من عبد الرزاق؟ فقال: ما يصنع بالسماع من عبد الرزاق من يسمع من الملك الخلاق؟. (30)
وانظر إلى أهل الكلام والمعتزلة الذين يقدسون العقول ويحكمونها في المنقول، ويَقُولُونَ لِقَضَايَاهُمُ الْبَاطِلَةِ: قَوَاطِعُ عَقْلِيَّةٌ وَبَرَاهِينُ يَقِينِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ لِنُصُوصِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ: ظَوَاهِرُ سَمْعِيَّةٌ لَا تُفِيدُ الْيَقِينَ.(31)
قال ابن القيم -رحمه الله-: وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَيْرِ ( أَخْبَرَنَا ) وَ ( حَدَّثَنَا ) فَقَدْ أَحَالَكَ: إِمَّا عَلَى خَيَالِ صُوفِيٍّ، أَوْ قِيَاسِ فَلْسَفِيٍّ. أَوْ رَأْيِ نَفْسِيٍّ. فَلَيْسَ بَعْدَ الْقُرْآنِ وَ( أَخْبَرَنَا ) وَ (حَدَّثَنَا) إِلَّا شُبَهَاتُ الْمُتَكَلِّمِينَ. وَآرَاءُ الْمُنْحَرِفِينَ، وَخَيَالَاتُ الْمُتَصَوِّفِينَ، وَقِيَاسُ الْمُتَفَلْسِفِينَ. وَمَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ، ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ. وَلَا دَلِيلَ إِلَى اللَّهِ وَالْجَنَّةِ، سِوَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَكُلُّ طَرِيقٍ لَمْ يَصْحَبْهَا دَلِيلُ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فَهِيَ مِنْ طُرُقِ الْجَحِيمِ، وَالشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. (32)
بُغضُ أهل البدع للحديث ورواة الحديث
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-: إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ.(33)
فالشيعة وغيرهم من فرق الضلال يبغضون أهل السنة وأهل الأثر أشد البغض، وعلى رأسهم الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعين.
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرّازِيِّ -رحمه الله- أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَنْتَقِصُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاعْلَمْ أَنَّهُ زِنْدِيقٌ ; وَذَلِكَ أَنَّ الرَّسُولَ -صلى الله عليه وسلم- حَقٌّ، وَالْقُرْآنَ حَقٌّ، وَمَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ، وَإِنَّمَا أَدَّى إِلَيْنَا ذَلِكَ كُلَّهُ الصَّحَابَةُ، وَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْرَحُوا شُهُودَنَا ; لِيُبْطِلُوا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ. وَالْجَرْحُ بِهِمْ أَوْلَى، وَهُمْ زَنَادِقَةُ. (34)
وعن أَحْمَدَ بْن سِنَانٍ قال: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مُبْتَدِعٌ إِلَا وَهُوَ يُبْغِضُ أَهْلَ الْحَدِيثِ وَإِذَا ابْتَدَعَ الرَّجُلُ بِدْعَةً نُزِعَتْ حَلَاوَةُ الْحَدِيثِ مِنْ قَلْبِهِ. (35)
وعن أَبَي نَصْرِ بْنَ سَلَامٍ الْبُخَارِيَّ الْفَقِيهَ: لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ عَلَى أَهْلِ الَإِلْحَادِ وَلَا أَبْغَضَ إِلَيْهِمْ مِنْ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَرِوَايَتِهِ بِإِسْنَاده. (36)
وعَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ فَقَالَ دَعْنَا مِنْ هَذَا حسْبُنَا الْقُرْآنُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ. (37)
وعن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهَ الصَّبْغِيَّ يُنَاظِرُ رَجُلَا فَقَالَ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ. . قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: دَعْنَا مِنْ حَدَّثَنَا إِلَى مَتَى حَدَّثَنَا. فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: قُمْ يَا كَافِرُ فَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ دَارِي بَعْدُ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَا قُلْتُ لَأحَدٍ قَطُّ لَا تَدْخُلْ دَارِي غَيْرَ هَذَا. (38)
وعن قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ قال: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ، يُحِبُّ أَهْلَ الْحَدِيثِ، مِثْلَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَذَكَرَ قَوْمًا آخَرِينَ، فَإِنَّهُ عَلَى السُّنَّةِ وَمَنْ خَالَفَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُبْتَدِعٌ. (39)
وعن بَقِيَّة بن الوليد، قَالَ: قَالَ لِي الْأَوْزَاعِيُّ: يَا أَبَا يَحْمَدَ مَا تَقُولُ فِي قَوْمٍ يَبْغَضُونَ حَدِيثَ نَبِيِّهِمْ؟ قُلْتُ: قَوْمُ سَوْءٍ قَالَ: لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِخِلَافِ بِدْعَتِهِ بِحَدِيثٍ إِلَّا أَبْغَضَ الْحَدِيثَ. (40)
قال ابن تيمية رحمه الله: فَإِنَّ الْقَدْحَ فِي خَيْرِ الْقُرُونِ الَّذِينَ صَحِبُوا الرَّسُولَ قَدْحٌ فِي الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا قَالَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ: هَؤُلَاءِ طَعَنُوا فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إنَّمَا طَعَنُوا فِي أَصْحَابِهِ لِيَقُولَ الْقَائِلُ: رَجُلُ سَوْءٍ كَانَ لَهُ أَصْحَابُ سَوْءٍ وَلَوْ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا لَكَانَ أَصْحَابُهُ صَالِحِينَ. وَأَيْضًا فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ نَقَلُوا الْقُرْآنَ وَالْإِسْلَامَ وَشَرَائِعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُمْ الَّذِينَ نَقَلُوا فَضَائِلَ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ فَالْقَدْحُ فِيهِمْ يُوجِبُ أَنْ لَا يُوثَقَ بِمَا نَقَلُوهُ مِنْ الدِّينِ وَحِينَئِذٍ فَلَا تَثْبُتُ فَضِيلَةٌ؛ لَا لِعَلِيِّ وَلَا لِغَيْرِهِ. (41)
وقال الإِمام أَبو حاتم الرازي -رحمه الله-: عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر، وعَلاَمةُ الزنادِقَة تَسْميَتُهُم أَهلَ الأَثَرِ حَشوية، يُريدونَ إِبْطالَ الآثار، وَعَلامَةُ الجهمية تَسْميَتُهم أهلَ السنة مُشبهة، وَعَلامَةُ القَدَرية تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُجْبِرَة، وعَلامَةُ المرجئَة تَسْميَتُهم أَهلَ السنة مُخالفة وَنُقصانية، وَعَلامَةُ الرافضَة تَسْمِيَتُهِم أَهلَ السُّنَّة ناصِبَة، ولا يَلْحقُ أَهل السنة إِلَّا اسْم وَاحِد، ويَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذهِ الأَسْماء. (42)
ورَوَى أَبُو عُرْوَةَ الزُّبَيْرِيُّ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ قال: كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَذَكَرُوا رَجُلًا يَنْتَقِصُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَرَأَ مَالِكٌ هذه الآية"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ" حَتَّى بَلَغَ" يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ". فَقَالَ مَالِكٌ: مَنْ أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ فِي قَلْبِهِ غَيْظٌ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَدْ أَصَابَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ، ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: لَقَدْ أَحْسَنَ مَالِكٌ فِي مَقَالَتِهِ وَأَصَابَ فِي تَأْوِيلِهِ. فَمَنْ نَقَّصَ وَاحِدًا مِنْهُمْ أَوْ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَبْطَلَ شَرَائِعَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}. (43)
الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة
قال الخطيب البغدادي -رحمه الله-: عَدَالَةَ الصَّحَابَةِ ثَابِتَةٌ مَعْلُومَةٌ بِتَعْدِيلِ اللَّهِ لَهُمْ وَإِخْبَارِهِ عَنْ طَهَارَتِهِمْ، وَاخْتِيَارِهِ لَهُمْ فِي نَصِّ الْقُرْآنِ. (44)
قال الحافظ الذهبي -رحمه الله-: فَأَمَّا الصَحَابَةُ -رضي الله عنهم- فَبِسَاطُهُمْ مَطْوِيٌّ وَإِنْ جَرَى مَا جَرَى. . . إِذْ عَلَى عَدَالَتِهِمْ وَقَبُولِ مَا نَقَلُوهُ العَمَلَ، وَبِهِ نَدِينُ اللهَ تَعَالَى. (45)
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: وَالصَحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُولٌ عِنْدَ أَهْلِ السُنَّةِ وَالجَمَاعَةِ. ثم قال: وَقَوْلِ المُعْتَزِلَةِ: الصَحَابَةُ عُدُولٌ إِلاَّ مَنْ قَاتَلَ عَلِيًّا قَوْلٌ بَاطِلٌ مَرْذُولٌ وَمَرْدُودٌ. ثم قال: وَأَمَّا طَوَائِفُ الرَوَافِضِ وَجَهْلِهِمْ، وَقِلَّةَ عَقْلِهِمْ، وَدَعَاوِيهِمْ أَنَّ الصَحَابَةَ كَفَرُوا إِلاَّ سَبْعَةَ عَشَرَ صَحَابِيًّا - وَسَمَّوْهُمْ - فَهُوَ مِنَ الهَذَيَانِ بِلاَ دَلِيلٍ. (46)
---
(1) النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 408)
(2) المعجم الوسيط (1/ 454)
(3) نزهة النظر(ص: 37) و (ص: 130)
(4) عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل - صالح الرفاعي (ص: 5)
(5) شرف أصحاب الحديث (ص: 40)
(6) شرف أصحاب الحديث (ص: 40)
(7) فتح المغيث (3/ 330)
(8) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 68)
(9) مجموع الفتاوى (1/ 9)
(10) السنة ومكانتها للسباعي (1/ 92)
(11) صحيح مسلم (1/ 15)
(12) صحيح مسلم (1/ 13)
(13) رواه الدارمي (583)
(14) التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (1/ 234)
(15) تاريخ دمشق لابن عساكر (7/ 127)
(16) فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/ 319)
(17) التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (1/ 234)
(18) كتاب المجروحين (1/25).
(19) معرفة علوم الحديث للحاكم (ص: 6)
(20) صحيح مسلم (1/ 14)
(21) الكفاية للخطيب البغدادي (ص: 393)
(22) صحيح مسلم (1/ 15)
(23) فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (3/ 331)
(24) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للقاري (1/ 282)
(25) شرف أصحاب (ص: 25)
(26) الكافي (1- 237)
(27) تلبيس إبليس (ص: 329)
(28) تلبيس إبليس (ص: 330)
(29) مدارج السالكين (1/ 64)
(30) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 123)
(31) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: 598)
(32) مدارج السالكين (2/ 439)
(33) جامع بيان العلم وفضله (2/ 1042)
(34) فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (4/ 95)
(35) ذم الكلام وأهله (2/ 72)
(36) ذم الكلام وأهله (2/ 73)
(37) ذم الكلام وأهله (2/ 56)
(38) ذم الكلام وأهله (2/ 71)
(39) شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي (ص: 71)
(40) شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي (ص: 73)
(41) مجموع الفتاوى (4/ 429)
(42) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 201)
(43) تفسير القرطبي (16/ 297)
(44) الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (ص: 46)
(45) الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم للذهبي (ص: 24)
(46) الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث (ص: 182)