أنقذوا أنفسكم من النار

أنقذوا أنفسكم من النار

العاقل من الناس حقا مَن يعتبر بما حوله مِن ظواهر وآيات في الكون فيدفعه ذلك إلى عبادة ربه والانشغال بما خلق له؛. . . . ومن ذلك عندما يدخل فصل الصيف، وتمر أيامه وتشتد حرارة الشمس، تضيق الصدور وتنحبس الأنفاس ويكثر العرق؛ فعند ذلك يبحث الناس عن السبل والوسائل التي بها يتقون حرارة الشمس وشدة رطوبة الجو؛ فمن الناس مَن يزوِّد بيته بالأجهزة الكهربائية كالمرواح وغيرها، ومنهم من يذهب إلى الشواطئ ليطفئ حر الشمس بالماء، ومنهم مَن يُريح رأسه ويذهب إلى بلد من البلاد الباردة ليقضي فيها شهور الصيف

. . . . . ولكن المسلم المتيقظ لآخرته يربط هذه الآيات الكونية بأمور الآخرة التي يؤمن بها ويصدق بها فيكون بذلك أكثر استعدادا لها وأشد إقبالا عليها، ونحن لو نظرنا إلى نصوص الشرع لرأينا ربطا عجيبا بين الآيات الكونية والأمور الغيبية التي ستكون في الدار الآخرة ومن ذلك:

- ربط الشرع بين الحرّ  في  الدنيا وبين حر جهنم  لنتذكر ونحذر!

وتأمل هذه النصوص بعين بصيرتك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ   -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ). (1) فتأمل الربط بين شدة الحر وفيح جهنم

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ).(2)

وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( الْحُمَّى حَظُّ الْمُؤْمِنِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ). (3)

عن عَمْرو بْن عَبَسَةَ السُّلَمِيّ  -رضي الله عنه-  أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه أوقات الصلاة والأوقات التي يجتنب الصلاة فيها؛ وفيه: ( ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ ( يعنى عندما تكون الشمس في وسط السماء )، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ).(4)

فإذا شعر العبد بالحر في نحر الظهيرة فليتذكر ذنوبه وتقصيره في طاعة ربه فيسارع إلى التوبة كي لا يجتمع عليه حر الدنيا حر الآخرة

ولما ذكر الله تعالى النار التي نوقدها في الدنيا وننتفع بها في حياتنا، بيَّن لنا أنها تذكر وعبرة قبل أن يذكر منافعها، قال تعالى{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ } [الواقعة: 71 - 73]

 تذكرة يتذكر بها الإنسان قبل أن ينتفع بها فانتبه!

لذلك كَانَ الْأَحْنَف بْن قَيْسٍ  -رحمه الله-  يَجِيءُ الْمِصْبَاحَ فَيَضَعُ أُصْبُعَهُ فِيهِ ثُمَّ يَقُولُ: ( حِسِّ ) ثُمَّ يَقُولُ: يَا حُنَيْفُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ يَوْمَ كَذَا؟ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ يَوْمَ كَذَا؟. (5)

فإذا اشتد الحر - أيها المسلم وضاقت نفسك، فقبل أن تفكر في السبيل التي تتقي به حر الدنيا تذكر أولا كيف تتقي حر الأخرة وحر جهنم أعاذنا الله وإياك منهما بمنه وكرمه.

- أيهما أولى بالاتقاء حر الشمس في الدنيا أم حر جهنم؟

هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ينادي علينا جميعا: أنقذوا أنفسكم من النار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }، دَعَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قُرَيْشًا، فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: ( يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا ). (6)

 فيا  إخوتاه: أنقذوا أنفسكم من النار

وربنا سبحانه وهو الرحيم بنا دعانا جميعا أن نقي أنفسنا وأهلينا من حر جهنم، قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم: 6]

قال القرطبي  -رحمه الله- : والمقصود بالحجارة  حجارة الكبريت، وخُصت بذلك لأنها تزيد على جميع الحجارة بخمسة أنواع من العذاب: سرعة الإيقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت. (7)

النار عدوٌ لكم يا عباد الله فاهربوا منها، عَنْ أَبِي مُوسَى  -رضي الله عنه- ، قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ ). (8)

عن أبي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه- ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ). (9)    تخيل مخلوق يأكل بعضه بعضا من شده حنقه وغيظه على المتمردين والعصاة لربهم: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} [الملك: 7، 8]

عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: إِذَا سُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَسَمِعَتْ حَسِيسَ النَّارِ وَتَغَيُّظَهَا وَزَفِيرَهَا، وَشَهِيقَهَا، صَرَخَتِ الْجِبَالُ كَمَا تَصْرُخُ النِّسَاءُ ثُمَّ تَرْجِعُ أَوَائِلُهَا عَلَى أَوَاخِرِهَا يَدُقُّ بَعْضُهَا بَعْضًا. (10)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: ( لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ ). (11)

عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود  -رضي الله عنه- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا ). (12)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه- ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ( نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا، مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ ) قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: ( فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا ). (13)

قال كعب الأحبار: والذي نفس كعب بيده، لو كنت بالمشرق والنار بالمغرب، ثم كشف عنها لخرج دماغك من منخريك من شدة حرها. (14)

النار يا عباد الله: حرها شديد، وقعرها بعيد، وشرابها الصديد، ومقامعها الحديد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ( تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ ) قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ( هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الْآنَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا ). (15)

عن ابْن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-  قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ، لَأَمَرَّتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ عَيْشَهُمْ، فَكَيْفَ مَنْ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا الزَّقُّومُ ). (16)

واستمع إلى حال أهون أهل النار عذابا في النار، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ). وفي رواية  ( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلَانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِ الْمِرْجَلُ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا ). (17)

يا مَن تُتلى عليه أوصاف جهنم، ويشاهد تنفسها كل عام حتى يحس به ويتألم، وهو مصرٌ على ما يقتضي دخولها مع أنه يعلم! ستعلم إذا جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام مَن يندم، ألك صبر على سعيرها وزمهريرها؟ قلْ وتكلمْ، ما كان صلاحك يرجى والله أعلم. (18)

والآن: حان الوقت أن نبحث سويا عن السبل التي نتقي بها هوان وعذاب النار

المنجيات من النار

- الإخلاص وصدق التوحيد

عن عِتْبَان بْن مَالِكٍ الأَنْصارِيّ  -رضي الله عنه- ، عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (( لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ )). (19)

عن أَنَس بْن مَالِكٍ  -رضي الله عنه-  أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ )). (20)

ففي الحديثين بشارة لأهل التوحيد بدخول الجنة، وعدم الخلود في النار لأن من قال لا إله الله مخلصا فيها، يبتغي بها وجه الله؛ فإنه سيقوم بمقتضاها، ويعمل بما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة، من أداء الواجب، وترك المحرم، والإنسان إذا أدى الواجب وترك المحرم؛ أحل الحلال، وحرم الحرام، وقام بالفرائض، واجتنب النواهي، فإن هذا من أهل الجنة، يدخل الجنة ويحرم الله عليه النار. (21)

صدق الإيمان ومحبة الله

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  -رضي الله عنه-  قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ، وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَيْهِ: إِيمَانٌ بِاللهِ، وَحُبُّ اللهِ، وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيُحْرَقَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ )). (22)

البراءة من الشرك

عن عُبَادَةَ بْن الصَّامِتِ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (( مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ)). (23)

المحافظة على صلاتي الفجر والعصر

عن عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (( لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا )). - يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ -. (24)

المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها

عن أُمّ حَبِيبَةَ  -رضي الله عنها-  قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (( مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)). (25)

المحافظة على تكبيرة الإحرام

 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ )). (26)

الصيام في سبيل الله

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا )). (27)

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ  -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)).(28)

تخليص الصيام مما يشوبه

عَنْ جَابِرٍ  -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (( إِنَّمَا الصِّيَامُ جُنَّةٌ، يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ، هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ )). (29)

حسن الخلق

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( مَنْ كَانَ هَيِّنًا لَيِّنًا قَرِيبًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)). (30)

البكاء من خشية الله

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه-  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ )). (31)

إحسان تربية البنات أو الأخوات

 عن عَائِشَةَ  -رضي الله عنها- ، قَالَتْ: قال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (( مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ شَيْئًا، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ )). (32)

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( لاَ يَكُونُ لأَحَدٍ ثَلاَثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلاَثُ أَخَوَاتٍ، أَوْ ابْنَتَانِ، أَوْ أُخْتَانِ، فَيَتَّقِي اللَّهَ فِيهِنَّ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ )). (33)

الذب عن عرض أخيه المسلم

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ  -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (( مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَةِ )). (34)

كثرة الدعاء بالنجاة من النار

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ الجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ )). (35)

الصدقة ولو بالقليل

عن عَدِيّ بْن حَاتِمٍ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (( مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَلْيَفْعَلْ )). (36)

الباقيات الصالحات و هن المنجيات

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( خُذُوا جُنَّتَكُمْ )) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: (( لَا، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ)). (37)

الأذان لصلاة الفجر

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  -رضي الله عنه- ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَسْتَمِعُ الْأَذَانَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلَّا أَغَارَ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : ((عَلَى الْفِطْرَةِ )) ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ )). فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزًى. (38)

---

(1) رواه البخاري (536) ومسلم (615)

(2) رواه البخاري (5723) ومسلم (2209)

(3) رواه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (157) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 608)

(4) رواه مسلم (832)

(5) محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (ص: 58)

(6) رواه مسلم (204)

(7) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 882)

(8) رواه البخاري (6294) ومسلم (2016)

(9) رواه البخاري (3260) ومسلم (617)

(10) الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 303)

(11) رواه البخاري (7384) ومسلم (2848)

(12) رواه مسلم (2842) 

(13) رواه البخاري (3265) ومسلم (2843)

(14) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 861)

(15) رواه مسلم (2844)

(16) رواه أحمد (1/ 338) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 931)

(17) رواه البخاري (6561) مسلم (213)

(18) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 333)

(19) رواه البخاري (6423)

(20) رواه البخاري (128)

(21) شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (3/ 311)

(22) رواه أحمد (3/ 113) وهو حديث حسن

(23) رواه النسائي (10902)

(24) رواه مسلم (634)

(25) رواه الترمذي (428) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/ 367)

(26) رواه الترمذي (241) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1089)

(27) رواه مسلم (1153)

(28) رواه الترمذي (1624) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1085)

(29) رواه أحمد (3/ 396) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2/ 794)

(30) رواه الحاكم في المستدرك (1/ 215) والبيهقي في شعب الإيمان (10/ 444) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1105)

(31) رواه الترمذي (1633) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1284)

(32) رواه البخاري (5995)

(33) رواه أحمد (3/ 42) وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص: 58)

(34) رواه الترمذي (1931) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1074)

(35) رواه الترمذي (2572) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 984)

(36) رواه البخاري (1417) ومسلم (1016)

(37) رواه النسائي (10617) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 612)

(38) رواه مسلم (382)