وَقُــولُــوا لِـلنــَّاسِ حُسْــنــًا
الكلام مسطور ومحفوظ
عوِّد لسانك على الخير
من أحق الناس بحسن القول
إن من أجل النعم التي أنعم الله بها على الإنسان هي نعمة الإفصاح والبيان فقال سبحانه: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 1 - 4]
فالبيان: هو الإعراب عما في الضمير من المقاصد والأغراض وهو النطق، وبه تميز الإنسان عن بقية أنواع الحيوان فهو من أعظم النعم، وأجلها وأكبرها عليه(1) .
ولقد خلق الله للبيان آلة وهي اللسان به ينطق ويتخاطب مع أبناء جنسه، فمن استعمل لسانه في القول النافع وقضاء الحوائج وقيده بلجام الشرع، فقد أقر بالنعمة وأدى شكرها، ومن أطلق لسانه وأهمله، سلك به الشيطان كل طريق شر وسوء حتي يكبَّه في النار على مناخِره، كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ"(2) .
فلسان المرء سلاح ذو حدين إما أن يستعمله في ما يرضي الله وما طاب من الأقوال فيغرس شجرة تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها، وإما أن يستعمله فيما يورث سَخطَ الله فيكون سبب في هلاكه ودخوله النار. ولقد أحسن من قال:
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهلُ وكلّ امرئ ما بين فكَّيه مَقتَلُ
وكم فاتحٍ أبواب شرٍّ لنفسه إذا لم يكن قفلٌ على فِيهِ مُقفَلُ
إذا ما لسان المرء أكثر هَذْرَهُ فذاك لسانٌ بالبلاءِ مُوَكَّلُ
إذا شئت أن تحيا سعيداً مُسَلَّماً فدبّر وميّز ما تقولُ وتَفعَلُ(3) .
الكلام مسطور ومحفوظ:
لقد أخبر ربنا تبارك وتعالى أن على الناس ملائكة يحفظونَ عليهم أعمالَهم ويلازمونَهم أينَما كانُوا، ويكتبونَ كلَّ ما صدرَ عنهُم من الأفعال والأقوال فقال سبحانه: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80]
وقال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]
{ما يلفظ} أي: ابن آدم {من قول} أي: ما ينطق بنطق ولا يتكلم بكلمة {إلا لديه رقيب عتيد} أي: ملكًا مراقبًا لأعماله حافظًا لها شاهدًا عليها لا يفوته منها شيء.
عتيد: أي حاضر ليس بغائب يكتب عليه ما يقول من خير وشر، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}[الانفطار: 10 - 12](4) .
قال ابن بطال: ما أحق من علم أن عليه حفظةً موكلين به، يحصون عليه سقط كلامه وعثرات لسانه، أن يحزنَه ويُقلَ كلامه فيما لا يعنيه(5) .
فينبغي على المرء أن يحفظ لسانه وأن ينتقي كلامه وألا يتكلم إلا بالخير، فربَّ كلمة لا ترضي الله تُوبِقُ على المرء دنياه وآخرته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه-، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: ((إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ))(6) .
قال النووي: "ومعناه لا يتدبرها ويفكر فى قبحها ولا يخاف ما يترتب عليها، وفي هذا كله حث على حفظ اللسان فينبغي لمن أراد النطق بكلمة أو كلام أن يتدبره في نفسه قبل نطقه فإن ظهرت مصلحته تكلم وإلا أمسك"(7) .
وقال ابن القيم: "وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَهُونُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ وَالِاحْتِرَازُ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ وَالظُّلْمِ وَالزِّنَى وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ، وَمِنَ النَّظَرِ الْمُحَرَّمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَيَصْعُبُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ، حَتَّى تَرَى الرَّجُلَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالدِّينِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَاتِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَنْزِلُ بِالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْهَا أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَكَمْ تَرَى مِنْ رَجُلٍ مُتَوَرِّعٍ عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ، وَلِسَانُهُ يَفْرِي فِي أَعْرَاضِ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَلَا يُبَالِي مَا يَقُولُ"(8) .
عوِّد لسانك على الخير:
عَن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاص-رضي الله عنه- أنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ))(9) . فلم يقل النبي-صلى الله عليه وسلم- إن خير المسلمين من قام الليل أو صام النهار أو من حج أو اعتمر، بل ترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال: " خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده"، فإن سلامة المسلمين من لسان العبد ويده واجبة، وإن أذى المسلم حرام باللسان وباليد، فأذى اليد: الفعل، وأذى اللسان القول. ومَنْ كانتْ هذه حالُهُ، كان أحقَّ بهذا الاسمِ، وأمكنَهُمْ فيه. ومَنْ كان كذلك، فهو المسلمُ الكامل، والمتَّقي الفاضل(10) .
وقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى بحسن القول في غير موضع من كتابه فقال سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]
و "الحُسن" هو الاسم العام الجامع لجميع معاني الحسن(11) . فثبت أن جميع آداب الدين والدنيا داخلةً تحت قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }(12) .
وقال سبحانه: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}[الحج: 24]
ومعناه أن الله يرشدهم إلى أقوال، أي يلهمهم أقوالًا حسنة يقولونها بينهم(13) . فالكلمة الطيبة والقول الحسن هداية الله وفضله لعباده.
وقال عز وجل: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } [الإسراء: 53]
قال السعدي: "وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يأمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما. والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره"(14) .
فالقول الحسن والكلمة الطيبة وقاية من النار كما أخبر بذلك النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ))(15) . وخير كلمة وأحسن قول هي كلمة التوحيد كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))(16) . فما من أحد أحسن قولًا ممن دعا إلي توحيد الله وعبادته كما قال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33]
قال السعدي: "هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا. أي: كلامًا وطريقة، وحالة {مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها، والحث عليها"(17) .
ومن ذلك:
مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَليقل لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ "(18).
ومن عاد مريضًا فليدع له وليقل: "لاَ بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"(19) .
وإن أصابه كرب أو ابتلي ببلية فليحمد الله وليقل: "لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ"(20) .
وفي السنة أمثلة كثيرة على ذلك.
من أحق الناس بحسن القول:
إن القول الحسن والكلام الطيب شعار لقائلهما ودليل على طيب نفسه، فقد تستطيع بقولك الحسن أن تحول العدو بإذن الله إلي صديق وتقلب الضغائن التي في القلوب إلي محبة ومودة. وكم من مُشكلات حُلَّت، وكم من صِلات قَويَت، وكم من خُصُومات زالت بكلمة طيبة.
وأحق الناس بحُسنِ المَنطِقِ هُم:
1-الوالدان:
فهما وصية الرحمن كما قال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا } [العنكبوت: 8]
وقال: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } [الإسراء: 23] أي: وقل لهما قولًا جميلًا حسنًا ليِّنًا سهلًا من أحسن ما تجد من القول(21) .
ومن العجيب أن ترى بعض الشباب والفتيات يتعاملون مع آبائهم معاملة فظة فيرفعون أصواتهم وينهرونهم ويسيئون إليهم ويؤذونهم بمنطقهم السيئ حتى لو أن إنسانًا رآهم ولم يكن يعلم أن هذا هو الوالد أو أن هذه هي الأم لظن أنهما خادمان يعملان لدى
الأبناء من شدة غلظة وقسوة الألفاظ التي يستخدمها بعض الأبناء مع الوالدين.
2-القرابات:
وإنما سميت القرابات بهذا الاسم لتقاربهم وتلاصقهم بعضهم ببعض، وهم أصول الرجل وأرحامه، فمن وصلهم وصله الله، وبارك له في رزقه، ووسَّع له في عيشه، كما أخبر بذلك النبي-صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))(22) . فقرابة المرء هم أولى الناس بحسن القول والمعاملة.
3-العلماء:
فهم ورثة الأنبياء كما أخبر بذلك الصادق-صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى بقوله: ((إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ))(23).
قال ابن جماعة الكناني: " وحسبك هذه الدرجة مجدًا وفخرًا وبهذه الرتبة شرفًا وذكرًا، فكما لا رتبة فوق النبوة فلا شرف فوق شرف وارث تلك الرتبة"(24) . ولهذه المنزلة ينبغي المرء أن يحسن القول مع أهل العلم، وأن يتلطف في سؤاله إليهم.
4-الزوجان:
لقد أخبر ربنا تبارك وتعالى في كتابه عن الأساس الذي تبنى عليه البيوت فقال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[الروم: 21] فيحتاج كلًا من الزوجين لاختيار أفضل الألفاظ وأحسنها للتخاطب في ما بينهم وإبداء مشاعر الحب والمودة والرحمة، وإنَّ في هدي نبينا-صلى الله عليه وسلم- خيرَ مثال على ذلك وأفضلَ دليل، فَعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى)) قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ " قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ(25) . هكذا كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يعامل أهله فلنقتدي به فإن لنا فيه أسوة، كما قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب: 21].
5-غير المسلمين:
إن الله عز وجل أمر بالإحسان إلى الناس عمومًا فقال: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }، فظاهر هذه الآية يدل على العموم كما قال عطاء بن أبي رباح أي: "للناس كلهم"(26) .
ومن القول الحسن أمرُهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العلم، وبذل السلام، والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب. ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار(27) . ولله در القائل:
أحسن إلى الناس تَستَعبِدْ قُلُوبَهم فَطَالمَا استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
وكن على الدهر معوانا لذي أمل يرجو نداك فإن الحر معوانُ
من كان للخير منّاعًا فليس له عند الحقيقة إخوانٌ وأخدانُ (28) .
وقَالَ أَحْمد بن الخصيب للمُنتصِر: يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ: أحسنْ إِلَى النَّاس يُحبُّوكَ، وأفْشِ فيهْم العدْل يحمدوك، وَلَا تُطْلِق لغيرْك عَلَيْهِم لِساناً وَلَا بدا فيَذمُّوك(29) .
والحمد لله رب العالمين
---
(1) انظر التحرير والتنوير لابن عاشور (27/ 233)، وتفسير السعدي (ص: 828).
(2) أخرجه الترمذي(2616) من حديث معاذ بن جبل، وصححه الألباني في الصحيحة(1122).
(3) نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة لأبي علي التنوخي(7/ 103).
(4) انظر تفسير ابن كثير(7/ 398)، وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي(7/ 427).
(5) شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 185).
(6) أخرجه البخاري(6477) ومسلم(7591) واللفظ لمسلم.
(7) شرح النووي على مسلم (18/ 117).
(8) الداء والدواء، لابن القيم (ص: 159).
(9) أخرجه مسلم(70).
(10) انظر فتح الباري لابن رجب (1/ 37)، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي(1/ 139).
(11) تفسير الطبري (2/ 295).
(12) التفسير الكبير للفخر الرازي (3/ 589).
(13) التحرير والتنوير لابن عاشور (17/ 234).
(14) تفسير السعدي (ص: 460).
(15) أخرجه البخاري (6023)، مسلم(2312).
(16) أخرجه الترمذي(3585)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير (3274).
(17) تفسير السعدي (ص: 749).
(18) وهو حديث أخرجه الترمذي(3585) عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3274).
(19) وهو حديث أخرجه البخاري(3616)عن ابن عباس-رضي الله عنه-.
(20) وهو حديث أخرجه البخاري(6345)، ومسلم(7021) عن ابن عباس-رضي الله عنه-.
(21) وانظر تفسير الطبري (17/ 417).
(22) أخرجه البخاري(6616)من حديث أنس-رضي الله عنه-.
(23) أخرجه الترمذي(2682)من حديث أبي الدرداء-رضي الله عنه-، وحسنه الألباني في المشكاة(212).
(24) تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم لابن جماعة(ص: 18).
(25) أخرجه البخاري(5228)، ومسلم(6366).
(26) تفسير الطبري (2/ 297).
(27) وانظر موسوعة الأخلاق الإسلامية - الدرر السنية (1/ 59).
(28) حياة الحيوان الكبرى لأبي البقاء الدميري(1/ 250).
(29) نثر الدر في المحاضرات لأبي سعد الآبي (5/ 83).